للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطلاب الأفارقة بعلم مالك (ت ١٧٩ هـ) وكان أول من أدخله علي بن زياد حيث روى الموطأ لأهل إفريقية وفسر لهم قول مالك فأقبلوا عليه إقبالا منقطع النظير لاعتماده على الحديث لا سيما على رواية أهل المدينة وهم الصفوة من الصحابة والتابعين، الذين تعود أهل إفريقية على طريقتهم في العلم والتعلم بعيدا عن المسائل الكلامية التي جرت عليهم الويلات (١).

ثم انتشر مذهب مالك وتسارع أهل إفريقية إلى الأخذ عنه مباشرة، حتى وصل الرواة عنه من أهل إفريقية إلى أكثر من ثلاثين تلميذا (٢)، ويعتبر الإمام مالك من أوائل الذين صنفوا في تفسير القرآن، وقد نقل ابن العربي جزءا من تفسيره في كتابه القبس (٣)، وكتب عبد الله بن فروخ إلى الإمام مالك إن بلدنا كثير البدع وأنه ألف كلاما في الرد عليهم فنهاه الامام مالك عن ذلك، خشية أن يكون ذلك سببا لإظهار طريقة الجدل بإفريقية فأراد حسم الباب (٤).

وكان أسد بن الفرات مع نشاطه في رواية الحديث والفقه يلقي التفسير أيضا إذ كان يسمع الطلاب تفسير المسيب بن شريك الذي دخل به إلى إفريقية وله مجالس في ذلك (٥).

ورحل موسى بن معاوية الصمادحي إلى المشرق، وسمع بمكة من سفيان بن عيينة صاحب التفسير المشهور، وسمع أيضا من وكيع بن الجراح بالعراق خمسة وثلاثين ألف حديث، وأخذ عنه مصنفه ورواه في القيروان وكما هو معلوم فإن وكيعا صاحب تفسير مسند ولاشك في دخول مرويات هذا التفسير أو جزء كبير منها في هذه الروايات (٦).

كما كان لعلي بن زياد شرف إدخال جامع سفيان الثوري الكبير وجامعه الأوسط إلى إفريقية (٧).

وقد دخل في تلك الحقبة مذاهب اندثرت بعد ذلك، وهي مذهب


(١) انظر الرياض ١/ ٢٣٤، أعلام الفكر الإسلامي ٣٨٣، موطأ ابن زياد ٣٠، ٣١.
(٢) انظر المعالم ٢/ ٨٣.
(٣) انظر على سبيل المثال ق: ١٣١ مكرر.
(٤) انظر الرياض ١/ ١٧٧.
(٥) الرياض ١/ ٢٦٥، المدارك ١/ ٤٧٤.
(٦) انظر التقريب ١/ ٣١٢، سير أعلام النبلاء ١٢/ ١٠٩، المحن ٨٥، المعالم ٢/ ٥٢، الرياض ١/ ٣٧٧، فهرس ابن عطية ٦٤.
(٧) طبقات أبي العرب ٢٥١، المدارك ٣/ ٣٢٦، الإكمال ١/ ٥٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>