للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سورة البقرة ويقول: " وفي نظره رحمه الله نظر يمنعني من البحث معه ماأنا له قاصد من الإيجاز والاختصار دون البسط والانتشار ".

ونجده أحيانا أخرى ينبه إلى أخطاء وقع فيها ابن عطية فيقول: "وماذكره رحمه الله تعالى من البطلان لا يصح " ويشير في مواضع أخرى إلى أنه ترك عبارات من تفسير ابن عطية كلمات الواجب طرحها ولهذا أعرض عنها. أو أنه لم يتبع الأحسن في تفسير لفظة أو آية يقول: "فسر رحمه الله تعالى لفظ {خاوية} (١) في سورة الحج والنمل بخالية والأحسن أن تفسر هنا وفي الحج بساقطة وأما التي في النمل فيتجه أن تفسر بخالية وبساقطة". كما خطأ ابن عطية في ادعائه الإجماع على معنى آية فقال: "وليس هذا الإجماع بصحيح". ويصلح له بعض العبارات مثال ذلك قوله: "وصوابه أن يقول: عن بعض المقدورات لا عن كلها وهذا هو مراده ألا تراه قال في قوله تعالى: {ولا يحيطون بشيء من علمه} (٢) قال: يعني بشيء من معلوماته لأن علمه تعالى لا يتجزأ فافهم راشدا. "

ولكن الإنصاف جعل الثعالبي يدافع عن ابن عطية إذا انتقده من لم يكن محقا في نقده كالصفاقسي، وأكثر من ذلك فإنه انتصر له في عدم موافقته الطبري في بعض مايذهب إليه.

والتزم في طريقته تجنب التكرار والإعادة فيقول مثلا: "فأغنانا عن إعادته وهذه هي عادتنا في هذا المختصر." (٣)

وبدأ الثعالبي بمقدمة لتفسيره جاء فيها:

وماانفردت بنقله عن الطبري فمن اختصار الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد اللخمي النحوي لتفسير الطبري نقلت لأنه اعتنى بتهذيبه ... ، وكل مافي آخره انتهى، فليس هو من كلام ابن عطية، بل ذلك مما انفردت بنقله عن غيره ومن أشكل عليه لفظ في هذا المختصر فليراجع الأمهات المنقول منها، فليصلحه منها ولا يصلحه برأيه وبديهة عقله فيقع في الزلل من حيث لا يشعر، وجعلت علامة "التاء" لنفسي بدلا من "قلت" ومن شاء كتبها "قلت"، وأما "العين" فلابن عطية ومانقلته من الإعراب عن غير ابن عطية


(١) الحج: ٤٥، النمل: ٥٢.
(٢) البقرة: ٢٥٥.
(٣) انظر لما تقدم: مقدمة الجواهر الحسان للطالبي (١ / ل - س).

<<  <  ج: ص:  >  >>