للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد ظل هذا التفسير أكثر من أحد عشر قرنًا منسيا مغمورًا إلى أن ظهرت مخطوطاته المتفرقة في بعض الخزائن الخاصة، وهي خزائن لعلماء من القرون الأربعة الأخيرة يحتفظ بها أبناؤهم وحفدتهم وهي موجودة في وادي ميزاب جنوب الجزائر بمدن العطف، وبني يسجن، والقرارة، وفي جزيرة جربة، بالبلاد التونسية (١).

إن المصادر الإباضية القديمة هي وحدها التي أشارت إلى هذا التفسير وأول مصدر مطبوع ذكره هو كتاب السير للبدر الشماخي وبعد ذلك بقليل ذكره موتلانسكي (٢) في بحث له أورد فيه قائمة بأسماء كتب للإباضية لمؤلف مجهول وهي لأبي القاسم البرادي الإباضي.

وقد ذكر محقق تفسير كتاب الله العزيز أن هناك صلة وثيقة بين تفسير هود وبين تفسير يحيى بن سلام البصري وبينهما قرن من الزمان، ويؤيد ذلك بكثرة الروايات فيه عن علماء البصرة صحابة وتابعين، ثم عقد مقارنة بينهما تثبت العلاقة الوثيقة. (٣)

ثم قال: واليوم وبعد أكثر من عشر سنوات من التحقيق والمقارنة والاستقراء، أستطيع أن أقول بدون تردد أن الشيخ هودًا الهواري اعتمد اعتمادًا كثيرا إن لم أقل اعتمادًا كليا، على تفسير ابن سلام البصري. ولو جاز لي أن أضع للكتاب عنوانًا غير الذي وجدته في المخطوطات لكان العنوان هكذا: تفسير الشيخ هود الهواري


(١) انظر مقدمة التحقيق ١/ ٥.
(٢) كان موتلانسكي ترجمانًا عسكريًا بملحقة غرداية بعد إلحاق وادي ميزاب سنة١٨٨٢ م واخضاعه للنظام العسكري الفرنسي. انظر المرجع السابق ١/ ٦.
(٣) ١/ ٢٢، ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>