للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مختصر تفسير ابن سلام البصري، لأن تفسير ابن سلام أصل لتفسير الشيخ هود الهواري مافي ذلك شك، وهذا هو عين الحقيقة والصواب. والأمانة العلمية تقتضيني أن أجلو هذا وأبينه في تقديمي للكتاب (١).

وقد يكون الهواري رحل إلى القيروان طلبًا للعلم فتلقاه مباشرة من محمد بن يحيى بن سلام أو من أبي داود العطار تلميذ يحيى، والذي أضافه هو تحريف عقيدة ابن سلام السلفية في تفسيره إلى عقيدة الإباضية.

وقال البدر الشماخي - وهو إباضي - عن هذا التفسير: وهو كتاب جليل في تفسير كلام الله لم يتعرض فيه للنحو والإعراب بل هو على طرق المتقدمين. (٢)

وقد كان له منزلة كبيرة في قومه؛ ذكر الشيخ ميمون حمودي أن رجلين اختصما على تفسير هود بن محكم الهواري حتى بلغ تشاجرهما قبيلتيهما، وحتى كادت الثورة تقوم بينهم. وتصاف الفريقان، وكاد الشر يقع بينهم. فلما رأى ذلك أبو محمد جمال نزع المصحف (التفسير) من بينهم فقسمه نصفين، فوافق قرطاسًا بين النصفين لم يكتب، وأعطى لكل نصفًا، وزال الشر واصطلحوا. (٣)

نبذة عن الإباضية وعلاقتهم بالتفسير: (٤)

سبق أن ذكرت في التمهيد أصل الخوارج ودخولهم المنطقة وانقاسمهم إلى فرق عدة، (٥) وقد دخل المغرب منهم فرقتان فقط هما: الإباضية والصفرية، وكان ظهورهما في مطلع القرن الثاني.

وتنسب فرقة الإباضية إلى عبد الله بن إباض المري (٦)، ومن أهم مبادئهم: تكفير مخالفيهم من المسلمين كفر النعمة، وتكفير مرتكب الكبيرة وخلوده في النار، ونفي رؤية الله في الآخرة، والقول بخلق القرآن، وتأويل صفات الله عز وجل، وإنكار الشفاعة


(١) ١/ ٤٢.
(٢) السير ص: ٣٨١.
(٣) انظر المقدمة ١/ ١٩.
(٤) انظر في ذلك: التفسير والمفسرون ٢/ ٣٠٠ - ٣١٩، إتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر ١/ ٢٨١ - ٣٠٣.
(٥) انظر ص: ٥٣.
(٦) الفرق بين الفرق ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>