للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرابطين، وكانت لوفاة علي بن يوسف بن تاشفين سنة ٥٣٧ هـ أثر كبير في فت عضد دولته، حتى بعد تولي اسحق بن علي بن تاشفين السلطة بعد نزاع عليها مع ابن أخيه إبراهيم بن تاشفين، وتمكنت جيوش الموحدين من إسقاط مراكش سنة ٥٤١ هـ، وكانت تلك نهاية دولة المرابطين وبداية دولة الموحدين (١).

وفي عصر المرابطين الأنف ذكرهم كانت علاقة الود والوئام باقية بينهم وبين بني زيري بالمغرب الأدنى حفاظا على الصلات القبلية بينهما فكلاهما من قبيلة صنهاجة البربرية، ووقف المرابطون بجوار الزيريين ضد خطر النورمنديين.

أما بالنسبة لبني حماد وهم كذلك من صنهاجة فلم تكن العلاقات معهم ودية تماما، وإنما تخللها مناوشات كان العامل فيها ضعف بني حماد أمام أعراب بني هلال، الذين خربوا القيروان وقوضوا ملك بني زيري فأدى كفاح المرابطين من أجل السيطرة على المغرب الأوسط إلى اصطدامهم ببني حماد غير أن ذلك لم يصل إلى الصدام المسلح (٢).

وبعد أن أحكم عبد المؤمن الموحدي قبضته على المغرب الأقصى توجه إلى الشرق حيث توالت انتصاراته حتى وصل إلى طرابلس وبذلك نجح الموحدون في تحقيق وحدة سياسية للمغرب الإسلامي تدار شؤونها من عاصمة الخلافة مراكش، ولم ينس أيضا واجبه نحو الأندلس فجهز حملة كبيرة لدفع النصارى سنة ٥٥٦ هـ إلا أنه مرض مرضا أفضى إلى موته حال دون إتمام الحملة وذلك سنة ٥٥٨ هـ، وتولى خلفا له ابنه يوسف بن عبد المؤمن الذي تمكن من خمد ثورة ضده من الصناهجة، ثم والى الحملات على الأندلس حتى أصيب في أخراها وتوفي على إثر ذلك سنة ٥٥٨ هـ، وتولى بعده ابنه يعقوب بن يوسف الملقب بالمنصور وفيه بلغت دولة الموحدين أوج ازدهارها


(١) انظر الدولة الموحدية ص: ٤٧، صبح الأعشى ٥/ ١٣٦، المعجب ص: ١٧٨ - ٣٠٣، العبر ٦/ ٢٢٦، تاريخ الدولتين ص: ٢، ٣، الأنيس ٢/ ١٠٧، أعمال الأعلام ٣/ ٢٦٤ - ٢٦٧، النبوغ المغربي ٢/ ٧٣، نظم الجمان ص: ٩٣، ٩٤، عصر المرابطين والموحدين ١/ ٢٢٥، موريتانيا بلاد شنقيط ص: ١٢، ١٣.
(٢) انظر تاريخ المغرب والأندلس في عصر المرابطين ص: ٢١٩ - ٢٣٢، قيام دولة المرابطين ص: ٣٢٨ - ٣٢٩، ٣٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>