للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقضى أيضا على بعض الثورات الداخلية، وحقق نصرا هائلا بالأندلس في معركة الأرك التي أوقفت زحف النصارى وزادت من هيبة الموحدين ومكانتهم، وفي سنة ٥٩٥ هـ أصيب المنصور بوعكة أدت إلى وفاته (١).

ثم تولى بعده ابنه محمد بن يعقوب الملقب بالناصر الذي استطاع أيضا إخماد ثورة بني غانية بإفريقية، وولى عليها الشيخ أبا محمد عبدالواحد ابن أبي حفص الهنتاتي، وكان من أشياخ الموحدين وكانت ولايته بداية لقيام الدولة الحفصية بتونس بعد ضعف دولة الموحدين، بعد أن منيت بهزيمة قاسية في معركة العقاب سنة١٦٠ هـ على أيدي النصارى راح ضحيتها الكثير من جند الموحدين وعجلت بسقوط الأندلس بعد ذلك في أيدي الفرنجة، وأصيب الناصر بالمرض وتوفي سنة ٦١٠ هـ فتصارع أبناء عبدالمؤمن على السلطة وسرى الضعف في أرجاء الدولة حتى سقطت سنة ٦٦٨ هـ. وفي حين كانت دولة المرابطين تابعة للخلافة العباسية ببغداد اعتبر

الموحدون أنفسهم خلفاء وأن مركز الخلافة مراكش وليس بغداد (٢).

وفي تلك الحقبة ازدهرت الحياة الاقتصادية ازدهارا بالغا، وتنوعت مصادر الدخل وشمل الازدهار الزراعة والصناعة والتجارة (٣)، واتجهت الدولة للبناء والتعمير فأسست المدن ومن أهمها مراكش التي أسسها المرابطون كما تقدم ومدينة تلمسان ومدينة تاودا ومدينة رباط الفتح المعروفة الآن بالرباط، والتي قام بتأسيسها الموحدون كما أسست المنشآت العسكرية والمنشآت العامة كالمساجد والمدارس وغيرها (٤).


(١) انظر الأنيس ٢/ ١٦٣، ١٦٨، ١٨٦، ١٩٣، المعجب ٢٣٠، ٢٣٥، ٢٥٦، نظم الجمان ص: ١٦٩، تاريخ الجزائر ٢/ ٢٢٤، الاستقصا ٢/ ١٤٧، ١٤٩، البيان المغرب ٤/ ٦٥، ٧٢، المؤنس ١١٤، أعمال الأعلام ٢/ ٣٠٩، الحلل الموشية ص: ١٥٦.
(٢) انظر البيان المغرب ٤/ ١٩٢، تاريخ الدولتين ص: ١٤٧، الأنيس ص: ١٦٨، عصر المرابطين والموحدين ص: ٢٧٠، تاريخ الشعوب الإسلامية ٢/ ١٩٨، الفارسية في مبادىء الدولة الحفصية ص: ١٠٨، المعجب ص: ٣٢٣، المؤنس ١١٩، تاريخ الأندلس في عهد المرابطين ٢/ ١٦٦.
(٣) الحضارة الإسلامية في المغرب والأندلس ١٨١ - ٢٨٨.
(٤) الحضارة الإسلامية ٣٧٢ - ٤٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>