للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد افتتح المؤلف الكتاب بخطبة ثم عقد فصلا يدل على انحراف فكره قال فيه:

ثم قد يكشف الله جل جلاله لبصائر بعض عباده المؤمنين فيرون بها ما غاب عن أبصار رءوسهم ... فرأوا بنور الإيمان وحقيقة الإيقان ما ليس بشخص ولا جوهر ولا عرض ولا هو من قبيل ذلك .. ثم قد يرون أيضا ما ليس كالأجسام المعهودة ... .مرائي روحانية يصورها مصور العقل في باطن الذكر ... وكذلك يزيل الوقر عن أسماع قلوبهم فيسمعون بها ما غاب عن آذان رءوسهم ... إلى أن قال: وأما الإلهام ... الخ

وأما التوسم ... الخ

فلم يكن الله جل جلاله ليجعل كلامه الكريم ظاهرا كله للحكمة والحكم اللذين في كلامه ولئلا يصل إلى فهم رفيع خطابه إلا من صرف همته إليه ... ثم ذكر الظاهر والباطن.

ثم شرع في الحديث عن البسملة.

وهذا التفسير في الجملة تفسير صوفي يركز على الحرف وشيء من الإشارة وأنواع من الهذيان، وهو لا ينقل عن أحد سبقه البتة، ولا يهتم باللغويات والنحو.

ويبدأ بذكر اسم السورة كقوله سورة البقرة ... .ولا يذكر مكية أو مدنية ولا عدد آي ولا مناسبات ... .

وربما خالف ذلك مثل قوله سورة الأنعام مكية غير تسع آيات نزلت هذه السورة ليلا المنسوخ منها أربع عشرة آية (١).

ويتعرض للكلام في العقائد فقال تحت قوله تعالى: {إذ قال الله ياعيسى إني متوفيك} (٢) بعد أن ذكر كلاما كثيرا عن المسيح والمسيح الدجال تطرق للكلام عن علي بن أبي طالب وقال: وحتى هذا اعتقد قوم أنه حي وأنه تكون منه رجعه فيفعل ما يفعل الوصي فإنهم ادعوا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعله وصيا وهذا لم يثبت وإنما يكون في نسله ومنهم يكون الرجل الصالح المهدي المبشر به فهذا أوقع أولئك في هذيانهم من قولهم بالرجعة (٣).

وهو يذكر الآيات القرآنية بكثرة في نسق واحد وفي الغالب يكون لا تعلق لها بالآية المراد تفسيرها أو تعلقها طفيف جدا وربما ذكر تفسيرا مقبولا لآية بآية كما هو منهج المفسرين ومثل ذلك قوله: {أولئك ما يأكلون في بطونهم


(١) ٢١٣ / أ.
(٢) آل عمران: ٥٥.
(٣) ١٤٧ / ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>