للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسله وملائكته لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون فافهم مرسل الله من فضله ... .. فكانا عليهما السلام لأجل ذلك يقولا للمتعلمين منهما إنما نحن فتنة فلا تكفر أي لا تزغ ولا تعدل عن الطريق فيعدل بك ... فمن آمن منهم واتقى الله أعلم رقية العلم ونال ذروة شرفه ونجا من الفتنة ووصف الله عز وجل المتعلمين منهم على السبل المذمومة أنهم إنما كانوا يتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه بدل الذي يوجب الألفة وكرم الوداد في الله ثم ما يتبع ذلك لا محالة مما يضاده ... .الخ (١)

وأما اللغويات:

فربما تعرض لشرح المفردات مثل قوله:

الهداية: التسديد والإرشاد وإتمام النعمة على المهدي. (٢)

ويتعرض للقراءات أحيانا مثل قوله:

قرئ الحمد لله بالنصب على المصدر والحمد لله بضم الدال واللام على الاتباع وبالكسر أيضا.

فذكر القراءات المتواتر منها والشاذ عن جعفر الصادق وثابت البناني وأيوب السختياني والمخالف منها لرسم المصحف.

كما ذكر القراءات في الملكين في قوله {على الملكين ببابل} (٣)

وذكر القراءات في {ماننسخ من آية أو ننسها} (٤)

ونذكر هنا مثالا لأسلوبه في معالجة الآيات الفقهية يقول:

قوله تعالى: {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ...} (٥) إلى آخر المعنى أعلم الله جل ذكره عباده بكتب الصيام عليهم مجملا لا يدري من لفظ الصيام ماهو قدره إلا ما قال الله {كما كتب على الذين من قبلكم} (٦) فتوجه على المسلمين أن يصوموا صيام من كان قبلهم فكانوا يصومون ويفطرون قبل غروب الشمس كصيام أهل الإنجيل فبين الله جل جلاله هذا المجمل بقوله ثم أتموا الصيام إلى الليل وكانوا يصومون إذا أفطروا فرفع أحدهم يده عن الطعام أو نام عنه لم يرجع إليه إلى مثلها فضر ذلك بعضهم فبين الله جل جلاله بقوله وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر وكانوا لا يمسون النساء ولا يجامعوهن في الصيام


(١) ٦٢ / أ، ب.
(٢) ١٦ / أ.
(٣) البقرة: ١٠٢.
(٤) البقرة: ١٠٦.
(٥) البقرة: ١٨٣.
(٦) البقرة: ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>