للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} (١) (٢)

وأما السيرة والتاريخ فمن مواضع تعرضه لها:

قال في قوله {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا} (٣): اختلف الناس فيمن هو المعني بهذا المعنى فقال قوم: هو بلعام بن باعوراء وقيل: باعر وقال آخرون: هو البسوس عابد من بني إسرائيل قالوا: كانت له ثلاث دعوات استفذهن على ما ذكروه في امرأة والله أعلم أكان ذلك أم لا؟ وقال قوم: هو أمية بن أبي الصلت وقال قوم: نزلت في راهب بن صيفي وقال قوم: إنها نزلت مثلا في اليهود والنصارى وكل من آتاه الله من آياته وعلمه كتابه فانسلخ من ذلك فهو المعنى بهذا ثم اختلفوا في القصص عن هؤلاء المذكورين وأنا ذاكر طرفا من قصص أمية بن الصلت لقرب طريقه وتارك ذكر قصص ما قص في شأن أولئك لبعد الطريق وتعذر الوقوف على صحته وسقمه ... .فذكر طرفا وذكر شعرا كثيرا له في التوحيد. (٤)

والعجيب أنه عندما أتى على قصة موسى والخضر اختصرها اختصارا شديدا ولم يتعرض لا لماهية الخضر ولا لحقيقة العلم اللدني الذي كان من المتوقع إسهابه فيه ولم يزد عن ذكر القصة مختصرة وبدأها بقوله: العلم اللدني هو خاص الخاص من العلم ولما سأله الصحبة وأعلمه سبب رحلته إليه قال ياموسى أنت على علم ملكه الله لا أعلمه أنا وأنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت ... .الخ

ومما ذكره قبل سوقه للآيات عن سبب القصة قوله:

رأى - صلى الله عليه وسلم - أنه أوتي العلم دون أهل الأرض إذ لم يعلم في الأرض رسولا غيره فأراد الله أن يكشف له عن علم هو أرفع من علم الرسالة التي هي للبشر فأعلمه بصاحبه. (٥)

وأما الإسرائيليات فقد انفرد برأي غريب بالنسبة لهاروت وماروت فقال:

وكان الغالب ما أنزل عليهما ما هو من سبيل علم الأسماء وما يقتضيه وما يكون دواء من السحر وعلى الأقرب فالأقرب من معانيها وخاصة كل اسم منها في منافعه ... . إلى أن قال: وكلاهما من عند الله جل وعز ومن


(١) النساء: ٤٣.
(٢) ١٧٦ / أ.
(٣) الأعراف: ١٧٥.
(٤) ٢٦٥ / ب، ٢٦٦ / أ.
(٥) ٤١٨ / ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>