للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول في {إياك نعبد} (١) وهي كلمة مركبة من أربعة أحرف هن حروف المعرفة الهمزة والباء والألف والكاف والهمزة صادرة من ذات المخاطب إلى الكاف التي هي لمواجهة المخاطب والياء والألف سبيل إلى ذلك وعماد له أشار بها السر المخاطب بالاخلاص للعبادة على حكم التوحيد المحض .. الخ.

ويقول: {الم} (٢) ثلاثة حروف مرسومة ظاهرة وأربعة رءوس وستة توالي دخلت لضرورة النطق بالرءوس المرسومة الرءوس ولما كانت الهمزة إنما دخلت لضرورة النطق بالألف لحقت بالتوالي إذا سبعة والمرسومة ثلاثة فهي عشرة كانت هذه التوالي ... إلى أن قال:

فصل فالهمزة يعطي معناها هاهنا كلما ما أفهمته من معنى وما أعلمته من معلوم وكذلك الألف وكذلك اللام إذ هي أوائل المعاني في كل ما دخلت عليه كل صحيح معتبر ... .. الخ (٣)

فذكر في الحروف حوالي خمس صفحات:

قال فيها: وعلى هذا السبيل تأولها حبر العرب عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - حيث قال: {الم} أنا الله أعلم، {الر} (٤) أنا الله أعلم وأرى. ولإمعانه في العلم بالحروف لما سئل عن تفسير قوله جل وعز {كهيعص} (٥) قال: لو أخبرتكم بتفسيرها لكفرتموني وفي أخرى لكفرتم أي بتكذيبكم الحق.

وقال: وأما دلالة الميم المتأخرة الموجودة في حرف لام وحرف الميم فنقول هو الله لا إله إلاهو الحليم الحكيم ... .الماضي والمضاء والمتمادي والأمر النافذ والتدبير المبرم هكذا ويدخل في الاعتبار والأحكام والقصص ... .الخ (٦)

ورجع للحروف مرة أخرى بعد أن تكلم عن نزول القرآن على سبعة أحرف.

وعقد عدة فصول تحت قوله {الذين يؤمنون بالغيب} (٧)

قال في بعضها: ومصداق هذا قول الله عز وجل {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} (٨) وأخبر جل جلاله أن ذلك من أمره أنزله إلينا وأعظم اليسر ما يفتحه الله

عز وجل


(١) الفاتحة: ٥.
(٢) البقرة: ١.
(٣) ١٧ / أ.
(٤) يونس: ١.
(٥) مريم: ٢.
(٦) ١٨ / أ.
(٧) البقرة: ٣.
(٨) الطلاق: ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>