للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفنيت عمرك في عمران بطنك فأين الفناء في التوحيد (١).

قال:

{وإذا ضربتم في الأرض ... ..} (٢) وإذا سافرتم في أرض الاستعداد بالطريق العلمي لطلب اليقين فليس عليكم جناح أن تقصروا من الأعمال البدنية وأداء حقوق العبودية من الشكر والحضور لقوله عليه الصلاة والسلام "من أوتي حظه من اليقين فلا يبالي بما انتقص من صلاة وصوم" (٣).

وقال:

{فآمنوا بالله ورسله} (٤) بالجمع والتفصيل ولا تقولوا ثلاثة بزيادة الحياة والعلم على الذات فيكون الإله ثلاثة أشياء ويكون عيسى جزء من حياته بالنفخ أو بالتفرقة بين ذات الحق وعالم النور وعالم الظلمة ويكون عيسى متولدا من نوره بل قولوا بالكل من حيث هو كل فيكون العلم والحياة عن الذات وكذا عالم النور والظلمة ويكون عيسى فانيا غير موجودا بوجوده حيا بحياته عالما بعلمه وذلك وحدته الذاتية المعبر عنها بقوله {إنما الله إله واحد سبحانه} (٥) نزهه أن يكون موجود غيره فيتولد منه وينفصل ويجانسه بأنه موجود مثله بل هو الموجود من حيث هو موجود (٦).

وقال: {لن تراني} (٧) إشارة إلى استحالة الاثنينية وبقاء الإنية في مقام المشاهد كقوله

إذا تغيبت بدا ... وإن بدا غيبني (٨)

وعند قوله تعالى {ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل ... إلى قوله ... كأنهم لا يعلمون} (٩) يقول:

والظاهر أن جبرئيل هو العقل الفعال وميكائيل هو روح الفلك السادس وعقله المفيض للنفس الحيوانية الكلية الموكلة بالحيوانات وعزرائيل هو روح الفلك السابع الموكل بالأرواح الإنسانية كلها يقبضها بنفسه أو بالوسائط التي هي أعوانه ويسلمها إلى الله تعالى. (١٠)


(١) ١/ ٢٧٥.
(٢) النساء: ١٠١.
(٣) ١/ ٢٨١. وهذا الحديث لم أقف له على أصل.
(٤) النساء: ١٧١.
(٥) النساء: ١٧١.
(٦) ١/ ٣٠١.
(٧) الأعراف: ١٤٣.
(٨) ١/ ٤٤٩.
(٩) البقرة: ٨٧.
(١٠) ١/ ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>