للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحمة براءة وهي البسملة حكم التبري من أهلها برفع الرحمة عنه فوقف الملك بها لا يدري أين يضعها فقال تعالى أعطوا هذه البسملة للبهائم التي آمنت بسليمان ... . الخ (١)

ويقول تحت فصل بدو العالم ومناله الهباء والحقيقة المحمدية:

فلما أراد تعالى وجود العالم وبدأه على حد ما علمه بعلمه بنفسه انفعل عن تلك الإرادة المقدسة بضرب تجل من تجليات التنزيه إلى الحقيقة الكلية نقول انفعل عنها حقيقة تسمى الهباء ... .. وهذا أول موجود في العالم وقد ذكره علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسهل بن عبد الله التستري رحمه الله وغيرهما من أهل التحقيق أهل الكشف والوجود ثم إنه سبحانه تجلى بنوره إلى ذلك الهباء ... . أصحاب الأفكار الهيلولي الكلي ... .. قال تعالى {مثل نوره كمشكاة فيها مصباح} (٢) فشبه نوره بالمصباح فلم يكن أقرب إليه تعالى قبولا في ذلك الهباء إلا حقيقة محمد - صلى الله عليه وسلم - ... . بالعقل فكان سيد العالم بأسره وأول ظاهر في الوجود فكان وجوده من ذلك النور الإلهي ومن الهباء والحقيقة الكلية وفي الهباء وجد عينه وعين العالم من تجليه وأقرب الناس إليه علي بن أبي طالب وأسرار الأنبياء. (٣)

ومن تفسيره ننقل هذه المقاطع:

قال:

{إن الله لا يغفر أن يشرك به} (٤) إشارة إلى أن الشقاوة العلمية الاعتقادية مخلدة لا تتدارك أبدا دون العملية أي لايستر بوجوده ولا يفنى بذاته من يثبت غيره في الوجود (٥).

قال:

{ولو أنا كتبنا عليهم} (٦) أي فرضنا عليهم {أن اقتلوا أنفسكم} بقمع الهوى الذي هو حياتها وإفناء صفاتها {أو اخرجوا من دياركم} مقاماتكم التي هي الصبر والتوكل والرضا وأمثالها لكونها حاجبة عن التوحيد كما قال الحسين بن منصور قدس الله روحه لإبراهيم بن أدهم رحمه الله لما سأله عن حاله وأجابه بقوله: أدور في الصحاري وأطوف في البراري حيث لا ماء ولا شجر ولا روض ولا مطر هل يصح حالي في التوكل أم لا؟ فقال: إذا


(١) ١/ ٣٥٥.
(٢) النور: ٣٥.
(٣) ٢/ ٢٢٦ - ٢٢٧.
(٤) النساء: ٤٨.
(٥) ١/ ٢٦٤.
(٦) النساء: ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>