للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو لا من حيث أنت، فأنت عبد أنت رب، وأنت رب لمن فيه أنت عبد، وأنت رب وأنت عبد لمن في الخطاب عهد ... الخ (١)

ونختم تلك النقول بما ذكره في قوله تعالى {إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم ...} (٢) يقول:

يا محمد ... .. {إن الذين كفروا} ستروا محبتهم فيّ ... .دعهم فسواء عليهم ءأنذرتهم بوعيدك الذي أرسلتك به، أم لم تنذرهم لا يؤمنون بكلامك فإنهم لا يعقلون غيري، وأنت تنذرهم بخلقي وهم ما عقلوه ولا شاهدوه، وكيف يؤمنون بك وقد ختمت على قلوبهم فلم أجعل فيها متسعا لغيري، وعلى سمعهم فلا يسمعون كلاما في العالم إلا مني، وعلى أبصارهم غشاوة من بهائي عند مشاهدتي، فلا يبصرون سواي، ولهم عذاب عظيم عندي .. أردهم بعد هذا المشهد السنى إلى إنذارك وأحجبهم عني، كما فعلت بك بعد قاب قوسين أو أدنى قربا ... أنزلتك إلى من يكذبك، ويرد ما جئت به إليه مني في وجهك، وتسمع في ما يضيق له صدرك، فأين ذلك الشرح الذي شاهدته في إسرائك؟ فهكذا أمنائي على خلقي الذين أخفيتهم رضاي عنهم. (٣)

وهذا التفسير الذي ذهب إليه ابن عربي في فتوحاته قد خالفه في كتاب آخر سلك فيه منهج التفسير الظاهر وهو إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن وهو مخطوط منه نسخة مصورة على الميكروفيلم بالجامعة الإسلامية قد رجعت إليها وهي تقع في ثمانية أجزاء وخطها جميل واضح ١٥٨ ورقة تنتهي عند قوله {تلك الرسل ... .} (٤) منقولة من أصل بخط المؤلف ١٣٢٣ هـ فقال:

قوله: {إن الذين كفروا} (٥) - الآية يقول: بكل ماتقدم ذكره، الكافر هو الساتر للحق والساترون للحق على قسمين قسم يسترون الحق مع معرفتهم بأنه الحق فلا يمكن أن يستروه عن نفوسهم بل ستروه عن الغير بما يوردونه من الشبه المضلة والتشكيكات الصارفة عن ظهوره وهو قوله {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم} (٦) فهؤلاء جاحدون. والقسم


(١) الفصوص١/ ١٩١.
(٢) البقرة: ٦.
(٣) الفتوحات ١/ ١١٥.
(٤) البقرة: ٢٥٣.
(٥) البقرة: ٦.
(٦) البقرة: ١٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>