للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فهو مفروشٌ بالأُرْجُوانِ الأصْفَر، مُمَوَّهٌ بالزُّمُرُّدِ الأخْضَرِ، والذَّهَب الأحْمَرِ، والفِضَّةِ البَيْضاءِ، قواعِدُها وأرْكانُها مِنَ الياقوتِ، وشُرَفُها قِبابُ اللُّؤْلُؤِ، وبُروجُها غُرَفُ المَرْجانِ، فلمَّا انْصرفَوا إلى ما أَعْطاهُم ربُهم قُرِّبَتْ لَهُم بَراذينُ مِنَ الياقُوت الأبيضِ، مَنْفُوخٌ فيها الروحُ، بَجَنْبِها الولِدانُ المخَلَّدونَ، وبيدِ كلِّ وليدٍ منهم حَكَمةُ، برذونٍ، وأَلْجمَتُها وأعِنَّتُها مِنْ فِضَّةٍ بيضاءَ مُتَطَوَّقَةٍ بالدرِّ والياقوتِ، وسُرُجُها سُرُرٌ مَوْضونَةٌ، مَفْروشَةٌ بالسُّنْدُسِ والإسْتَبْرَقِ، فانْطلَقَتْ بهم تلك البراذينُ تَزِفُّ بِهِمْ وتَنْظُر رياضَ الجَنَّةِ، فلمَّا انْتَهوا إلى مَنازِلِهمْ وجَدوا فيها جميعَ ما تَطَوَّلَ به ربُّهُمْ علَيْهِم مِمَّا سأَلوه وتَمنَّوْا، وإذا على بابِ كلِّ قَصْرٍ مِنْ تلكَ القصورَ أرْبَعُ جِنانٍ: جنَّتَانِ {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ}، وجَنَّتانِ {مُدْهَامَّتَانِ} و {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} و {فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ} و {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}، فلمَّا تَبوَّؤا منازِلَهُمْ، واسْتَقَرَّ بهم قرارُهُمْ قال لَهُمْ رَبهُم: {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا}؟ قالوا: نَعَمْ، رضينا فارْضَ عنَّا، قال: بِرِضايَ عنْكُم حَلَلْتُم داري، ونَظَرْتُم إلى وَجْهي، وصافَحَتْكُم ملائِكَتي، فهَنيئاً هَنيئاً عطاءً غيرَ مَجْذوذٍ، ليسَ فيه تنْغيصٌ ولا تَصْريدٌ، فعندَ ذلك {قَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (٣٤) [الَّذِي] (١) أحَلَّنا دارَ المُقامَةِ مِنْ فَضْلِه لا يَمَسُّنا فيها نَصبٌ ولا


(١) وقعت الآية محرفة مع الأسف في الأصل تبعاً لرواية ابن أبي الدنيا، وفي طبعة عمارة هكذا: {. . . الحزن وأحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب إن ربنا لغفور شكور}! وهو تحريف عجيب لا أدري كيف فات على المعلقين والمصححين! ومنهم الجهلة الثلاثة، فقد تركوا هذا التحريف الخطير، رغم أنهم عزو الآية لـ[فاطر: ١٣٥]! تماماً كما يفعلون بالأحاديث؛ يشيرون إلى أرقامها، ولا يصححون ما قد يكون من خطأ فيها، كما نبهت عليه مراراً. على أن الصواب في العزو المذكور [فاطر: ٣٤ و ٣٥]؛ فإنهما آيتان! وكذلك أخطأ المعلق على "صفة الجنة" في تخريجها، فإنه ذكر الرقم الأول منهما، وساق الآيتين مساقاً واحداً دون فصل بينهما!!

<<  <  ج: ص:  >  >>