القوة فيه. فلذةُ من خُلِقَتْ فيه قوةٌ واستعدادٌ للجماع استعمال قوتِه فيه. ولذَّةُ من خُلِقت فيه قوةُ الغضب والتوثُّب استعمالُ قوته الغضبيَّة في متعلَّقها. ومن خُلِقتْ فيه قوةُ الأكل والشرب؛ فلذَّتُهُ باستعمال قوته فيهما. ومن خُلِقتْ فيه قوةُ العلم والمعرفة؛ فلذَّتُهُ باستعمال قوته وصرفها إلى العلم. ومن خُلِقتْ فيه قوةُ الحبِّ لله والإنابة إليه والعكوف بالقلب عليه والشوق إليه والأنس به؛ فلذتُه ونعيمهُ استعمالُ هذه القوة في ذلك. وسائرُ اللَّذَّات دون هذه اللَّذَّة مضمحلةٌ فانيةٌ، وأحمدُ عاقبتِها أن تكونَ لا له ولا عليه.
تنبيه
• يا أيُّها الأعزلُ! احذرْ فراسةَ المتَّقي؛ فإنِّه يَرى عورةَ عملك من وراءِ سترِ "اتَّقوا فراسة المؤمن"(١).