هذه أصول الدراهم، ويَتفرَّعُ عليها دراهمُ أُخر؛ منها: درهم اكتُسِب بحق وأُنفِق في باطل. ودرهم اكتُسِب بباطل وأنفق في حق؛ فإنفاقه كفارته. ودرهم اكتُسِب من شبهة؛ فكفارته أن ينفق في طاعة.
وكما يتعلق الثواب والعقاب والمدح والذم بإخراج الدرهم؛ فكذلك يتعلق باكتسابه.
وكذلك يُسأَل عن مستخرجه ومصروفه؛ من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه (١)؟
وعلى قدر الإيمان تكون هذه المواساة؛ فكلما ضَعُفَ الإيمان ضعفت المواساةُ، وكلما قوي قويتْ.
وكان رسول الله ﷺ أعظمَ النالس مواساةً لأصحابه بذلك كله؛ فلأتباعه من المواساة بحسب اتباعهم له.
ودخلوا على بِشر الحافي في يوم شديد البرد، وقد تجرَّد، وهو يَنتفِضُ، فقالوا: ما هذا يا أبا نصر؟ فقال: ذكرتُ الفقراء وبردَهم، وليس لي ما أواسيهم به، فأحببتُ أن أواسيَهم في بردهم.
(١) إشارة إلى الحديث الذي أخرجه الترمذي (٢٤١٧) عن أبي برزة الأسلمي، وقال: حسن صحيح.