للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالغنى، وإن وصلتَها بغيري حسمتُ عنك موادَّ معونتي طردًا لك عن بابي.

• لا تركَنْ إلى شيءٍ دوننا؛ فإنه وبالٌ عليك وقاتلٌ لك: إن ركنتَ إلى العمل رددناه عليك، وإن ركنتَ إلى المعرفة نكَّرناها عليك، وإن ركنتَ إلى الوجد استدرجناك فيه، وإن ركنتَ إلى العلم أوقفناك معه، وإن ركنتَ إلى المخلوقين وكَلْناك إليهم، ارْضَنا لك ربًّا نرضاك لنا عبدًا.

فائدة

الشهقةُ التي تَعرِض عند سماع القرآن أو غيره لها أسبابٌ:

أحدُها: أن يَلُوح له عند السماع درجةٌ ليست له، فيرتاح إليها، فتَحدُث له الشهقةُ؛ فهذه شهقة شوق.

وثانيها: أن يَلُوح له ذنبٌ ارتكبه، فيشهَق خوفًا وحزنًا على نفسه، وهذه شهقة خشية.

وثالثها: أن يلوح له نقصٌ فيه لا يَقدِرُ على دفعه عنه، فيُحدِث له ذلك حزنًا، فيشهَق شهقة حزن.

ورابعها: أن يلوح له كمال محبوبه، ويرى الطريق إليه مسدودةً عنه، فيُحدِث ذلك شهقَة أسفٍ وحزنٍ.

وخامسها: أن يكون قد توارى عنه محبوبُهُ، واشتغل بغيره، فذكَّره السماعُ محبوبَه، فلاح له جماله، ورأى الباب مفتوحًا والطريق ظاهرةً، فشهق فرحًا وسرورًا بما لاح له.

وبكل حالٍ فسبب الشهقة قوةُ الوارد وضعف المحل عن الاحتمال،

<<  <  ج: ص:  >  >>