والناشر على كل حال مشكور لسبقه إلى نشر هذا الكتاب النفيس وتقديمه إلى المتعطشين للعلم لأول مرة، فجزاه الله أحسن الجزاء على ما قام به من خدمة للعلم وأهله.
ثم توالت طبعات الكتاب بالاعتماد على تلك الطبعة، وتسرَّبت إليها جميعًا -بل زادت- تلك العيوب التي ذكرناها، لعدم رجوع القائمين عليها إلى الأصل المخطوط، ومن الغريب حقًّا أن يقوم المحققون بتحقيق الكتاب وتصحيحه وضبطه وتخريجه وخدمته وتقديمه بالاعتماد على الطبعات المتداولة، وهي أكثر خطأ وتحريفًا وسقطًا من الطبعة الأولى، مع أن الحصول على الأصل كان أسهل لهم من معاناة المقابلة بين الطبعات المختلفة والوصول إلى نص سليم في ضوئها! وتوجد مصورة "الكواكب" الآن في كثير من المراكز العلمية والجامعات الإسلامية، فكان الواجب الرجوع إليها عند إعادة طبع الكتاب.
• هذه الطبعة:
كان الاعتماد في إخراج هذه الطبعة على الأصل المخطوط الوحيد الذي سبق وصفه، وبمقابلة الطبعة الأولى على هذا الأصل صححتُ كثيرًا من الأخطاء والتحريفات الواقعة فيها واستدركتُ السقط الذي قد يتجاوز أكثر من سطر، وحذفتُ الزيادات التي زيدت على الأصل. وهكذا أصبح النصُّ مطابقًا للأصل دون زيادة أو نقص. وحذفتُ "تفسير أول العنكبوت" لشيخ الإسلام (١)، لأنه ليس من كتاب "الفوائد" كما ذكرتُ.