للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النفس بحيث تَهُون عليه نفسُه في الله. وزهدٌ جامعٌ لذلك كله، وهو الزهدُ فيما سوى الله وفي كل ما شَغَلك عنه.

وأفضل الزهد إخفاء الزهد.

وأصعبه الزهدُ في الحظوظ.

والفرق بينه وبين الورع: أن الزهد تركُ ما لا ينفع في الآخرة، والورع ترك ما يخشى ضرره في الآخرة.

والقلب المعلَّق بالشهوات لا يصح له زهدٌ ولا ورعٌ.

قال يحيى بن معاذ: عجبتُ من ثلاث: رجلٌ يُرائي بعمله مخلوقًا مثلَه ويتركُ أن يعمله لله، ورجلٌ يبخلُ بماله وربُّه يَستقرِضه منه فلا يُقرِضه منه شيئًا، ورجلٌ يَرغب في صحبة المخلوقين ومودَّتهم، والله يدعوه إلى صحبته ومودته.

فائدة جليلة

قال سهل بن عبد الله: ترك الأمر عند الله أعظم من ارتكاب النهي؛ لأنَّ آدم نُهِي عن أكل الشجرة فأكل منها فتاب عليه، وإبليس أُمِر أن يسجد لآدم فلم يسجد فلم يُتَب عليه.

قلت: هذه مسألة عظيمةٌ لها شأنٌ، وهي أن ترك الأوامر أعظم عند الله من ارتكاب المناهي (١)، وذلك من وجوه عديدة:

أحدُها: ما ذكره سهلٌ من شأن آدم وعدوِّ الله إبليس.


(١) لشيخ الإسلام ابن تيمية قاعدة في هذه المسألة أطال فيها الكلام من وجوه، انظر "مجموع الفتاوى" (٢٠/ ٨٥ - ١٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>