لقد دخلا غارًا لا يَسكنُهُ لابثٌ، فاستوحش الصديق من خوف الحوادث، فقال الرسول: ما ظنُّك باثنينِ واللهُ الثالث! فنزلت السكينةُ فارتفع خوف الحادث، فزال القلقُ وطاب عيشُ الماكث، فقام مؤذنُ النصر يُنادي على رؤوس منائرِ الأمصار: ﴿ثَانِيَ اثْنَينِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ﴾ [التوبة: ٤٠].
حُبُّه والله رأسُ الحنيفيَّة، وبُغْضُهُ يدُلُّ على خُبْثِ الطَّويَّة، فهو خيرُ الصحابة والقرابة والحُجَّةُ على ذلك قويَّة، لولا صِحَّةُ إمامته ما قَبِلَ ابنُ الحنفيَّة. مهلًا! مهلًا! فإنَّ دم الروافض قد فار.
والله ما أحببناهُ لهوانا، ولا نعتقد في غيره هوانا، ولكن أخذْنا بقول عليٍّ ﵁ وكفانا: رضيك رسولُ الله لديننا، أفلا نرضاك لدُنيانَا (١)؟! تالله لقد أخذتَ من الروافض بالثار.
تالله لقد وجبَ حقُّ الصدِّيق علينا، فنحن نقضي بمدائحه ونَقَرُّ بما نُقَرِّ بُه من السُّنِّي عينًا؛ فمن كان رافضيًّا فلا يعدْ إلينا، وليقلْ: لي أعذار.
تنبيه
• اجتنبْ من يُعادِي أهلَ الكتاب والسُّنَّة لئلَّا يُعْدِيك خُسرانُه.
• احترزْ من عدُوَّين هلك بهما أكثرُ الخلق: صادٍّ عن سبيل الله بشُبُهاتِه وزُخْرُفِ قوله، ومفتونٍ بدُنياه ورئاستِهِ.
• من خُلِقَ فيه قُوَّةٌ واستعدادٌ لشيء؛ كانت لذَّتُهُ في استعمال تلك