للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير أنَّ الرياضة والمجاهدة تُذْهِبُ ذلك.

فمن استرسل مع طبعه فهو من هذا الجند، ولا تَصلُح سِلعتُه لعقدِ ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ﴾ [التوبة: ١١١]؛ فما اشترى إلا سِلعةً هذَّبها الإيمانُ، فخرجتْ من طبعها إلى بلدٍ سكانُه التائبون العابدون.

• سَلِّم المبيعَ قبلَ أن يَتْلف في يدك فلا يَقبلُهُ المشتري!

• قد علمَ المشتري بعيبِ السِّلْعة قبل أن يشتريها فسلِّمْها ولك الأمانُ من الرد.

• قَدْرُ السِّلعة يُعرَف بقدرِ مشتريها والثمنِ المبذول فيها والمنادي عليها؛ فإذا كان المشتري عظيمًا والثمن خطيرًا والمنادي جليلًا كانت السلعةُ نفيسةً.

يا بائعًا نفسَه بيعَ الهوانِ لو اسْـ … ــترْجعتَ ذا البيع قبلَ الفوْتِ لمْ تَخِبِ (١)

وبائعًا طِيبَ عَيشٍ مالهُ خطرٌ … بِطَيْفِ عيشٍ من الآلام مُنْتَهَبِ

غُبِنْتَ واللهِ غبنًا فاحشًا ولدى … يَوْمِ التَّغابُنِ تَلْقَى غايةَ الحرَبِ

ووارِدًا صَفْوَ عيشٍ كُلُّهُ كدرٌ … أمامكَ الورْدُ حقًّا ليسَ بالكذبِ

وحاطبَ اللَّيْلِ في الظَّلماءِ مُنْتصبًا … لكُلِّ داهيةٍ تُدْني من العَطَبِ

تَرجو الشِّفاءَ بأحْداقٍ بها مرضٌ … فهل سمعتَ بِبُرءٍ جاء من عَطَبِ

ومُفْنيًا نفسَهُ في إثْرِ أقْبَحِهم … وصْفًا للَطْخِ جمالٍ فيه مُستلَبِ


(١) هذه الأبيات ذكرها المؤلف لنفسه في "بدائع الفوائد" (٢/ ٨١٨ - ٨١٩) مع اختلاف في بعضها.

<<  <  ج: ص:  >  >>