للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• لا بدَّ أن تَجْذِبَكَ الجواذبُ؛ فاعْرِفْها وكنْ منها على حذرٍ، ولا تَضُرَّكَ الشواغلُ إذا خَلَوْتَ منها وأنتَ فيها.

• نورُ الحقِّ أضوأُ من الشمس، فيَحِقُّ لخفافيشِ البصائرِ أن تَعْشَى عنه.

• الطريقُ إلى الله خالٍ من أهل الشَّكِّ ومن الذين يتَّبِعونَ الشَّهواتِ، وهو معمورٌ بأهل اليقين والصَّبْر، وهم على الطَّريقِ كالأعلام، ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (٢٤)[السجدة: ٢٤].

قاعدة

لشهادة أن لا إله إلا الله عند الموت تأثيرٌ عظيمٌ في تكفير السيِّئاتِ وإحباطِها؛ لأنَّها شهادةٌ من عبدٍ مُوقنٍ بها، عارفٍ بمضمونها، قد ماتتْ منه الشَّهَواتُ، ولانتْ نفسُه المتمرِّدةُ، وانقادتْ بعد إبائها واستعصائها، وأقبلتْ بعد إعراضِها، وذَلَّتْ بعد عِزِّها، وخرج منها حِرْصُها على الدُّنيا وفضولِها، واسْتَخْذَتْ بين يدي ربِّها وفاطرِها ومولاها الحقِّ أذلَّ ما كانتْ له وأرْجى ما كانت لعفوهِ ومغفرتِهِ ورحمتِهِ، وتجرَّدَ منها التوحيدُ بانقطاع أسباب الشركِ وتحقُّق بطلانِهِ، فزالت منها تلك المنازعاتُ التي كانت مشغولةً بها، واجتمعِ هَمُّها على مَن أيقنتْ بالقُدوم عليهِ والمصير إليه، فَوَجَّه العبدُ وَجْهَهُ بكلِّيَّتِهِ إليه، وأقبلَ بقلبهِ ورُوحِهِ وهَمِّهِ عليه، فاستسلمَ له وحدَه ظاهرًا وباطنًا، واستوى سرُّه وَعلانيَتُهُ، فقال: لا إله إلا الله مخلصًا من قلبهِ، وقد تخلَّصَ قلبُهُ من التعلُّق بغيرِهِ والالتفاتِ إلى ما سواهُ، قد خرَجتِ الدُّنيا كلُّها من قلبه، وشارفَ القدوم على ربِّه، وخمدتْ نيرانُ شهوتهِ، وامتلأ قلبُهُ من الآخرةِ، فصارتْ نُصْبَ عينيه،

<<  <  ج: ص:  >  >>