للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالأول ينتقل الذكر من لسانه إلى قلبه.

والثاني ينتقل من قلبه إلى لسانه، من غير أن يخلو قلبه منه، بل يسكن أولًا حتى يحس بظهور الناطق فيه؛ فإذا أحس بذلك نطق قلبه، ثم انتقل النطق القلبي إلى الذكر اللساني، ثم يستغرق في ذلك حتى يجد كل شيء منه ذاكرًا.

وأفضل الذكر وأنفعه ما واطأ فيه القلب اللسان، وكان من الأذكار النبوية، وشهد الذاكر معانيه ومقاصده.

فصل

أنفع الناس لك رجل مكَّنك من نفسه حتى تزرع فيه خيرًا أو تَصنع إليه معروفًا؛ فإنه نِعمَ العونُ لك على منفعتك وكمالك؛ فانتفاعك به في الحقيقة مثل انتفاعه بك أو أكثر.

وأضر الناس عليك من مكَّن نفسَه منك حتى تعصي الله فيه؛ فإنه عونٌ لك على مضرتك ونقصك.

فصل

اللذَّةُ المحرمة ممزوجةٌ بالقبح حال تناولها، مُثمِرة للألم بعد انقضائها؛ فإذا اشتدت الداعية منك إليها ففكِّرْ في انقطاعها وبقاء قبحها وألمها؛ ثم وازِنْ بين الأمرين، وانظر ما بينهما من التفاوت.

والتعب بالطاعة ممزوج بالحسن، مثمرٌ للذَّة والراحة؛ فإذا ثقلتْ على النفس ففكِّرْ في انقطاع تعبها وبقاء حسنها ولذَّتها وسرورها، ووازِنْ بين الأمرين، وآثرِ الراجحَ على المرجوح.

<<  <  ج: ص:  >  >>