وتارةً يكونُ من جهة متكلِّمٍ به أو كونِه مخلوقًا من بعض مخلوقاته ألهمَ غيرَهُ أن تكلَّم به.
وتارةً يكون من جهة كفايتِه وعدمِها، وأنَّه لا يَكفي العبادَ، بل هم محتاجون معه إلى المعقولات أو الأقيسة أو الآراء أو السياسات.
وتارةً يكونُ من جهة دلالته وهل (١) أُرِيدَ به: حقائقُهُ المفهومةُ منه عند الخطاب؟ أو أُرِيدَ به تأويلُها وإخراجُها عن حقائقها إلى تأويلاتٍ مُستكْرَهةٍ مشتركةٍ؟!
وتارةً يكونُ من جهة كون تلك الحقائق، وإن كانت مرادةً فهي ثابتةٌ في نفس الأمر؟ أو أوْهمَ أنَّها مرادةٌ لضربٍ من المصلحة؟!
فكلُّ هؤلاء في صدورهم حرجٌ من القرآن، وهم يَعلَمون ذلك من نفوسهم، ويَجِدُونه في صدورهم.
ولا تجدُ مبتدعًا في دينه قطُّ إلَّا وفي قلبه حرجٌ من الآيات التي تُخالِفُ بدعتَهُ؛ كما أنك لا تجدُ ظالمًا فاجرًا إلَّا وفي صدرِه حرجٌ من الآيات التي تَحُولُ بينه وبين إرادته.