للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلهم إليه في الدُّنيا والآخرة:

أمَّا حاجتهم إليه في الدُّنيا فأشدُّ من حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفَس الذي به حياةُ أبدانهم.

وأما حاجتهم إليه في الآخرة فإنهم يستشفعون بالرُّسل إلى الله حتَّى يُرِيْحَهم من ضيق مقامهم؛ فكلهم يتأخر عن الشفاعة، فيشفع لهم، وهو الذي يَستفتحُ لهم باب الجنة (١).

فصل

من علامات السعادة والفلاح: أن العبد كلما زِيدَ في علمه زيد في تواضعه ورحمته، وكلما زيد في عمله زيد في خوفه وحذره، وكلما زيد في عمره نقصَ من حرصه، وكلما زيد في ماله زيد في سخائه وبذله، وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في قُربه من الناس وقضاءِ حوائجهم والتواضع لهم.

وعلاماتُ الشقاوة: أنه كلما زيد في علمه زيد في كِبْره وتِيْهِه، وكلما زيد في عمله زيد في فخره واحتقاره للناس وحسن ظنِّه بنفسه، وكلما زيد في عمره زيد في حرصه، وكلما زيد في مالِه زيد في بخله وإمساكِه، وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في كبره وتيهه.

وهذه الأمورُ ابتلاءٌ من الله وامتحانٌ يَبْتَلي بها عبادَه فيَسعَدُ بها أقوامٌ ويَشقى بها أقوامٌ.


(١) حديث الشفاعة سبق تخريجه، وحديث استفتاح باب الجنة أخرجه مسلم (١٩٧) عن أنس.

<<  <  ج: ص:  >  >>