للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالفكر فيما لم يُكلَّف الفكرَ فيه ولا أُعطِيَ الإحاطةَ به من فضول العلم الذي لا ينفع؛ كالفكر في كيفية ذات الرب وصفاته مما لا سبيلَ للعقول إلى إدراكه.

ومنها: الفكر في الصناعات الدقيقة التي لا تنفع بل تضرُّ؛ كالفكر في الشطرنج والموسيقى وأنواع الأشكال والتصاوير.

ومنها: الفكر في العلوم التي لو كانت صحيحة لم يُعطِ الفكرُ فيها النفسَ كمالًا ولا شرفًا؛ كالفكر في دقائق المنطق والعلم الرياضي والطبيعي وأكثر علوم الفلاسفة، التي لو بلغ الإنسان غاياتها لم يكمُلْ بذلك ولم تَزْكُ نفسُه.

ومنها: الفكر في الشهوات واللَّذَّات وطرق تحصيلها، وهذا وإن كان للنفس فيه لذَّةٌ، لكن لا عاقبة له، ومضرته في عاقبة الدنيا قبل الآخرة أضعافُ مسرته.

ومنها: الفكر فيما لم يكن لو كان كيف كان يكون؛ كالفكر فيما إذا صار ملكًا أو وجدَ كنزًا أو ملك ضيعةً ماذا يصنع؟ وكيف يتصرف ويأخذ ويعطي وينتقم؟ ونحو ذلك من أفكار السفل.

ومنها: الفكر في جزئيات أحوال الناس وماجرياتهم ومداخلهم ومخارجهم وتوابع ذلك من فكر النفوس المبطلة الفارغة من الله ورسوله والدار الآخرة.

ومنها: الفكر في دقائق الحيل والمكر التي يتوصَّل بها إلى أغراضه وهواه؛ مباحةً كانت أو محرمة.

ومنها: الفكر في أنواع الشعر وصروفه وأفانينه في المدح والهجاء

<<  <  ج: ص:  >  >>