لَكِنْ يَعْتِقُ فِي الْأَصَحِّ، لِتَضَمُّنِهِ الْإِقْرَارَ بِحُرِّيَّتِهِ. وَفِي نَظِيرِهِ، فِي الْمَرْأَةِ: لَوْ قَالَ لَهَا: أَنْتِ بِنْتِي. قَالَ الْإِمَامُ: الْحُكْمُ فِي حُصُولِ الْفِرَاقِ وَثُبُوتِ النَّسَبِ كَمَا فِي الْعِتْقِ. قَالَ فِي الرَّوْضَةِ مِنْ زَوَائِدِهِ: وَالْمُخْتَارُ أَنَّهُ لَا يَقَعُ بِهِ فُرْقَةٌ، إذَا لَمْ تَكُنْ نِيَّةٌ ; لِأَنَّهُ إنَّمَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْعَادَةِ لِلْمُلَاطَفَةِ وَحُسْنِ الْمُعَاشَرَةِ.
[صَرَائِح التَّدْبِير]
التَّدْبِيرُ صَرِيحُهُ: أَنْتَ حُرٌّ بَعْدَ مَوْتِي، أَعْتَقْتُك حَرَّرْتُك بَعْدَ مَوْتِي، إذَا مِتُّ فَأَنْتَ حُرٌّ أَوْ عَتِيقٌ. وَالْكِنَايَةُ خَلَّيْت سَبِيلَك بَعْدَ مَوْتِي، وَلَوْ قَالَ: دَبَّرْتُك أَوْ أَنْتَ مُدَبَّرٌ، فَالنَّصُّ: أَنَّهُ صَرِيحٌ فَيَعْتِقُ بِهِ إذَا مَاتَ السَّيِّدُ. وَنَصَّ فِي الْكِتَابَةِ أَنَّ قَوْلَهُ: كَاتَبْتُك عَلَى كَذَا، لَا يَكْفِي حَتَّى يَقُولَ: فَإِذَا أَدَّيْت فَأَنْتَ حُرٌّ، أَوْ يَنْوِيَهُ فَقِيلَ: فِيهِمَا قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: صَرِيحَانِ لَاشْتِهَارِهِمَا فِي مَعْنَاهُمَا، كَالْبَيْعِ وَالْهِبَةِ.
وَالثَّانِي: كِنَايَتَانِ لِخُلُوِّهِمَا عَنْ لَفْظِ الْحُرِّيَّةِ وَالْعِتْقِ، وَالْمَذْهَبُ: تَقْرِيرُ النَّصَّيْنِ وَالْفَرْقُ: أَنَّ التَّدْبِيرَ مَشْهُورٌ بَيْنَ الْخَوَاصِّ وَالْعَوَامِّ، وَالْكِنَايَةَ لَا يَعْرِفُهَا الْعَوَامُّ.
[صَرَائِح عَقْدِ الْأَمَانِ]
عَقْدُ الْأَمَانِ صَرِيحُهُ: أَجَرْتُك، أَنْتَ مُجَارٌ، أَنْتَ آمِنٌ، أَمَّنْتُك، أَنْتَ فِي أَمَانِي، لَا بَأْسَ عَلَيْك، لَا خَوْفَ عَلَيْك، لَا تَخَفْ لَا تَفْزَعْ. وَالْكِنَايَةُ: أَنْتَ عَلَى مَا تُحِبُّ، كُنْ كَيْفَ شِئْت.
[صَرَائِح وِلَايَة الْقَضَاءِ]
وِلَايَةُ الْقَضَاءِ صَرِيحُهُ: وَلَّيْتُك الْقَضَاءَ، قَلَّدْتُك، اسْتَنَبْتُك، اسْتَخْلَفْتُك، اقْضِ بَيْنَ النَّاسِ، اُحْكُمْ بِبَلَدِ كَذَا وَالْكِنَايَةُ: اعْتَمَدْت عَلَيْك فِي الْقَضَاءِ، رَدَدْته إلَيْك، فَوَّضْته إلَيْك، أَسْنَدْته.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute