من تمام مظاهر قدرة الله تعالى: النفخ في الصور ليصعق الأحياء من أهل الدنيا والسماء، والنفخات ثلاث كما ذكرت: نفخة الفزع «١» ، ولم تتضمنها هذه الآية، فاذكر أيها النبي حين ينفخ إسرافيل في الصور للإماتة، والصور قرن أو بوق، فيخرّ ميتا جميع أهل السماوات والأرض، إلا من شاء الله ألّا يموت حينئذ كجبرائيل وميكائيل وإسرافيل حيث يموتون بعد ذلك، ثم ينفخ إسرافيل نفخة أخرى للبعث من القبور، فيقوم الناس أحياء من قبورهم، ينظرون أهوال يوم القيامة، وينتظرون ماذا يفعل بهم، بعد أن كانوا عظاما بالية، ورفاتا مفتتة كالتراب.
روي أن بين النفختين أربعين سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة، لا يدري الراوي أبو هريرة ذلك، كما روى البخاري.
وتكون أحوال القيامة على النحو التالي:
١- ٤: تضيء الأرض في المحشر بتجلي الحق للخلائق لفصل القضاء، ويوضع سجل أو صحائف الأعمال لبني آدم بين يدي أصحابها، إما باليمين أو بالشمال ويجاء بالأنبياء إلى الموقف ليسألوا عما أجابتهم به أقوامهم، ويجاء أيضا بالشهود الذين يشهدون على الأمم، من الملائكة الحفظة التي تقيّد أعمال العباد. والشهداء: جمع شاهد، والمراد بالشهود: أمة محمد صلّى الله عليه وسلّم الذين جعلهم الله تعالى شهداء على الناس.
(١) ثبت في بعض الأحاديث عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أن قبل الموت صعقة الفزع