أجد ما أعطيك"؛ فتولى الرجل عنه وهو مُغْضَبٌ، وهو يقول: لَعَمْرِي إنك لَتُعْطِي مَنْ شئت! فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
"يغضَبُ عليّ أنْ لا أجِدَ ما أعطيه! من سأل منكم وله أُوقِيَّةٌ أو عِدْلُهَا؛ فقد سأل إلحافًا".
قال الأسدي: فقلت: اللِّقْحَةُ لنا خيرٌ من أُوقِيَّةِ، والأوقية أربعون درهمًا. قال: فرجعت ولم أسأله! فَقَدِمَ على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بعد ذلك شعيرٌ أو زبيبٌ، فَقَسَمَ لنا منه -أو كما قال-، حتى أغنانا الله.
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن الجارود).
إسناده: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من بني أسَد.
قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير الرجل الأسَدِي، فهو صحابي، ولا تضر جهالة اسمه؛ فإنهم عدول كلهم.
والحديث أخرجه مالك في آخر "الموطأ" (٣/ ١٥٩ - ١٦٠) ... بهذا الإسناد والمتن.
وأخرجه النسائي (١/ ٣٦٣)، وابن الجارود (٣٦٦) من طريق أخرى عن مالك ... به.
وتابعه سفيان عن زيد بن أسلم ... به مقتصرًا على قوله: "من سأل وله أوقية أو عِدْلُها؛ فقد سأل إلحافًا".
١٤٤٠ - عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
"من سأل وله قيمة أوقية؛ فقد ألحف".
فقلت: ناقتي الياقوتةُ هِيَ خَيْرٌ من أوقية -قال هشام: خير من أربعين