فأبى أبو بكر رضي الله عنه عليها ذلك، وقال: لستُ تاركًا شيئًا كان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعمل به إلَّا عملت به! إني أخشى - إن تركت شيئًا من أمره - أن أَزِيغَ! فأما صدقته بالمدينة؛ فدفعها عمر إلى علي وعباس رضي الله عنهم، فغلبه عليٌّ عليها. وأما خيبر وفدكُ؛ فأمسكها عمر، وقال: هما صدقة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه، وَأَمْرُهُما إلى من وَلِيَ الأمر. قال: فَهُمَا على ذلك إلى اليوم.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه هو والبخاري).
إسناده: حَدَّثَنَا حجاج بن أبي يعقوب: ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد: ثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة أن عائشة رضي الله عنها أخبرته ... بهذا الحديث.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ غير حجاج بن أبي يعقوب - واسم أبيه: يوسف بن حجاج الثقفي: ابن الشاعر -، وهو ثقة من شيوخ مسلم.
والحديث أخرجه مسلم (٥/ ١٥٥) من طرق أخرى عن يعقوب بن إبراهيم.
والبخاري (٣٠٩٢) من طريق آخر عن إبراهيم بن سعد ... به.
٢٦٣٢ - عن أبي الطُّفَيْلِ قال:
جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى أبي بكر رضي الله عنه؛ تطلب ميراثها من النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -! قال: فقال أبو بكر رضي الله عنه: سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: