لما كان يومُ خيبر؛ وضع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَهْمَ ذي القربى في بني هاشم وبني المطَّلب، وتَرَكَ بني نَوْفَل وبني عَبْدِ شَمْس، فانطلقت أنا وعثمان بن عفّان، حتى أتينا النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقلنا: يا رسوَل الله! هؤلاء بنو هاشم لا نُنْكِرُ فَضْلَهُم؛ للموضع الذي وضعك الله به منهم، فما بال إخواننا بني المطلب أعطيتهم وتركتنا، وقرابَتُنا واحدة؟ ! فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"إنا وبنو المطَّلِبِ لا نفترق في جاهلية ولا إسلام؛ وإنما نحن وهم شيء واحد"، وشبك بين أصابعه.
(قلت: حديث حسن. وبعضه عند البخاري والمؤلف في رواية كما تقدم (٢٦٣٧)).
إسناده: حَدَّثَنَا مسدد: ثنا هُشَيْمٌ عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيَّب: أخبرني جبير بن مطعم ...
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن فيه عنعنة هشيم وابن إسحاق.
أما هشيم؛ فقد توبع، فقال أحمد (٤/ ٨١): ثنا يزيد بن هارون قال: أنا محمد بن إسحاق ... به.
وكذلك رواه أبو عبيد في "الأموال"(٨٤٢)، والنسائي (٢/ ١٧٨).
وتابعه يونس بن بُكَيْرِ عن محمد بن إسحاق: أخبرني الزهري ... به.