وقال مسلم بن قتيبة: لا تطلبن حاجتك إلى كذّاب، فإنه يقرّبها وهي بعيدٌ، ويبعدها وهي قريبٌ، ولا إلى أحمق فإنه يريد أن ينفعَك فيضرَّك، ولا إلى رجلٍ له عند من تسأله الحاجةَ حاجةٌ، فإنه لا يؤثرك على نفسه وقال شاعر:
لا تَطْلُبَنّ إلى لَئيمٍ حاجَةً ... واقْعُدْ فإنَّكَ قائِماً كالقاعِدِ
يا خادعَ البُخلاءِ عَنْ أَمْوَالِهمْ ... هَيْهَاتَ تَضْرِبُ في حَديدٍ باردِ
وقال بعض الأدباء: عليك بذي الحصَرِ البَكيِّ، وبذي الخِيمِ الرضِيِّ، فإنّ مثقالاً من شدّة الحياء والعِيِّ، أنفعُ في الحاجةِ من قنطارٍ من لسانٍ سليمٍ وعقلٍ ذكيٍّ، وعليك بالشهم النَّدْبِ الذي إن عَجِزَ أيأسَك، وإن قدرَ أطعمَك. . وقال الفاروق رضي الله عنه: لا تستعن على حاجتك إلا بمن يحبُّ نجاحَها لك. . وقال ابن عبّاس: لا تسألنْ حاجةً بالليل، ولا تسألنْ أعمى، فإنّ الحياء في العينين.
ومن آداب السؤال عندهم أن لا يُتجاوزَ الحدُّ فيه: قالوا: من سأل