للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال:

مُلَّ المُقامُ فَكَمْ أعاشِرُ أمَّةً ... أمَرَتْ بِغَيْرِ صَلاحِها أُمراؤُها

ظَلَموا الرَّعيَّةَ واسْتَجازوا كَيْدَها ... فَعَدَوْا مَصالِحَها وهُمْ أُجَراؤُها

وقال بشار بن برد:

خَيْرُ إخْوانِكِ المُشارِكُ في المُ ... رِّ وأيْنَ المُشارِكُ في المُرِّ أيْنا

الذي إنْ شَهِدْتَ سَرَّكَ في الح ... يِّ وإنْ غِبْتَ كانَ أذْناً وعَيْنا

مِثْلُ سِرِّ الياقوتِ إنْ مَسَّه النَّا ... رُ جَلاه البَلاءُ فازْدادَ زَيْنا

أنْتَ في مَعْشَرٍ إذا غَبْتَ عَنْهُمْ ... بَدَّلوا كُلَّ ما يَزينُك شَيْنا

وإذا ما رَأوْكَ قالوا جَميعاً ... أنْتَ مِنْ أكْرَمِ البَرايا عَلَيْنا

ما أرى للأنامِ وُدّاً صَحيحاً ... عادَ كلُّ الوِدادِ زوراً ومَيْنا

وقال ابن الرومي:

ذُقْتُ الطُّعومَ فَما الْتَذَذْتُ بِراحَةٍ ... مِنْ صُحْبَةِ الأخْيارِ والأشْرارِ

أمّا الصديقُ فلا أحِبُّ لِقاَءه ... حَذَرَ القِلى وكَراهةَ الإعْوارِ

وأرى العَدُوُّ قَذًى فأكْرَه قُرْبَه ... فَهَجَرْتُ هذا الخلقَ عَنْ إعْذارِ

أرني صَديقاً لا يَنوءُ بِسَقْطةٍ ... مِنْ عَيْبِه في قَدْرِ صَدْرِ نَهارِ

أرني الّذي عاشَرْتَه فوَجَدْتَه ... مُتَغاضِياً لكَ عَنْ أقلِّ عِثارِ

أأحِبُّ قَوْماً لَمْ يُحبُّوا رَبَّهم ... إلا لِفِرْدوسٍ لديهِ ونارِ

وقال:

عَدوُّك مِنْ صَديقِكَ مُسْتفادٌ ... فلا تَسْتَكْثِرنَّ مِنَ الصِّحابِ

فإنَّ الدّاَء أكثرَ ما تَراه ... يَحولُ مِنَ الطَّعامِ أوِ الشَّرابِ

إذا انْقَلَبَ الصَّديقُ غَداً عَدوّاً ... مُبيناً والأمورُ إلى انْقِلابِ