للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإنْ توَلَّتْ فأحْرَى أنْ تَجُودَ بها ... والشُّكْرُ منها إذا مَا أَدْبرَتْ خلَفُ

ولاتنس أن مرادهم بالإنفاق والجود هنا: الإنفاق في سبيل الله والبِرّ لا في سبيل الشيطان والإثم، والجود على ذوي الحقوق ومن هم في حاجة إليك حتّى مع إدبار الدنيا عنك،

وبالحريِّ مرادهم بالسرف: السرف في الشرف، وما يكسب المرءَ مَحْمِدةً ومِقةً. ويؤثر عن معاوية أو المأمون - وقد قيل لأحدهما: لا خير في السرف - فقال: لا سرفَ في الشرف. . .

وقال سلم بن قتيبة: أحدكم يحقر الشيءَ فيأتي ما هو شرٌّ منه، يعني المنع، يريد الحث على إعطاء القليل إن لم يستطع إعطاءَ الكثير، وقال حماد عجرد في ذلك من أبيات:

بُثَّ النَّوَالَ ولا تمنَعكَ قِلَّتُهُ ... فكلُّ ما سَدَّ فقْراً فَهْوَ مَحْمودُ

يقول فيها:

إنَّ الكَريمَ ليُخْفِي عَنْكَ عُسْرَتَهُ ... حَتَّى تراهُ غَنيِّاً وهوَ مَجْهُودُ

إذا تكرَّمْتَ أَنْ تُعْطي القليلَ ولمْ ... تَقْدِرْ على سَعةٍ لمْ يَظْهرِ الجُودُ

ولِلْبَخيلِ على أمْوالِه عِلَلٌ ... زُرْقُ العُيونِ علَيْها أَوْجُهٌ سُودُ

أَوْرِقْ بخَيْرٍ تُرَجَّى لِلنَّوالِ فَما ... تُرْجى الثِّمارُ إذا لم يُورِقِِ العودُ

والعرب تقول: من حقَرَ حرَمَ. . حقر الشيء: عدّه حقيراً، أي من حقر يسيراً يقدر عليه ولم يقدر على الكثير ضاعت لديه الحقوق وفي الحديث: (لا تردّوا السائل ولو بظِلْفٍ مُحْرَقٍ الظلف من كل ما يجترُّ من