وفي جمادى الأولى كانت سرية زيد بن حارثة، حيث كان مشركو مكة بعد هزيمتهم في غزوة بدر، يبحثون عن طريق أخرى لتجارتهم للشام، فأشار بعضهم إلى طريق نجد العراق، وقد سلكوها بالفعل، وخرج منهم تجّار، فيهم أبو سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية، وحويطب بن عبدالعزّى، ومعهم فضة وبضائع كثيرة، بما قيمته مائة ألف درهم؛ فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بواسطة سليط بن النعمان رضي الله عنه، فبعث زيد بن حارثة في مائة راكب لاعتراض القافلة، فلقيها زيد عند ماء يقال له: القرَدة، وهو ماء من مياه نجد، ففرّ رجالها مذعورين، وأصاب المسلمون العير وما عليها، وأسروا دليلها فُرات بن حيّان الذي أسلم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، وعادوا إلى المدينة، فخمَّسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزع الباقي بين أفراد السرية.