للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنصيرية (١) وأمثالهم ممن وافقهم من الفلاسفة (٢) وغلاة المتصوفة والمتكلمين. اهـ‍ (٣).

ثانيا: تفاسير أهل الإشارة والاعتبار:

وتفاسير هؤلاء داخلة تحت النوع الثاني الذي سبق ذكره عن شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو الباطن الذي لا يخالف العلم الظاهر، فهو بمنزلة الكلام في العلم الظاهر قد يكون حقا وقد يكون باطلا.

وقال شيخ الإسلام في موضع آخر: والثاني: ما كان في نفسه حقا، لكن يستدلون عليه من القرآن والحديث بألفاظ‍ لم يرد بها ذلك، فهذا الذي يسمونه «إشارات»

وهو يشتبه كثيرا على بعض الناس فإن المعنى يكون صحيحا، لدلالة الكتاب والسنة عليه، ولكن الشأن في كون اللفظ‍ الذي يذكرونه دل عليه، وهذا قسمان:

أحدهما: أن يقال: إن ذلك المعنى مراد باللفظ‍ فهذا افتراء على الله، فمن قال المراد بقوله: {تَذْبَحُوا بَقَرَةً} [البقرة: ٦٧] هي النفس وبقوله: {اِذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ}

[طه: ٢٤] هو القلب، {وَالَّذِينَ مَعَهُ} أبو بكر {أَشِدّاءُ عَلَى الْكُفّارِ} عمر {رُحَماءُ بَيْنَهُمْ} عثمان {تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً} [الفتح: ٢٩] علي. فقد كذب على الله إما متعمدا وإمّا مخطئا.


(١) هم: من غلاة الرافضة الباطنية يزعمون أن الله - تعالى - يحلّ في عليّ في بعض الأوقات. وفي اليوم الذي قلع عليّ باب خيبر كان الله - تعالى - قد حلّ فيه. ويقولون بتناسخ الأرواح، وادعوا النبوة في رجل يقال له محمد بن نصير النميري وإليه ينتسبون، ويقولون بنكاح المحارم. وانظر الملل والنحل (١/ ٢٢٠)، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص ٧٥.
(٢) الفلسفة باليونانية محبة الحكمة، وأكثر الفلاسفة ينكرون علم الله - تعالى -، وينكرون حشر الأجساد، ومن أشهرهم أرسطاطاليس ونقل كتبه عن الفلسفة ابن سينا وغيره، وجميع الفلاسفة يعتقدون في تلك الكتب اعتقادات عظيمة. انظر الملل والنحل (٢/ ٣٦٩)، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص ١٢٦.
(٣) مجموع الفتاوى (١٣/ ٢٣٥ - ٢٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>