للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطبري في اعتماده لهذه القاعدة، بما يغني عن إعادته هنا.

وغير هؤلاء كثير يطول المقام بسرد أقوالهم في ذلك (١).

***

* الأمثلة التطبيقية على القاعدة:

سبق في «أقوال العلماء في اعتماد القاعدة» الإشارة إلى بعض أمثلة هذه القاعدة، والترجيح بها، بما يغني عن الإطناب والبسط‍ في هذا الموضع؛ لذلك سوف أذكر مثالا واحدا مختصرا، ثم أحيل بعده على جملة من الأمثلة في مظانّها.

فمن أمثلة هذه القاعدة، ما جاء عند الرافضة في تفسير قوله تعالى: {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى} [الشورى: ٢٣] حيث ساق مفسرهم بسنده عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لمانزلت هذه الآية: {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى} قالوا: يا رسول الله من قرابتك الذين افترض الله علينا مودتهم؟ قال: علي، وفاطمة، وولداهما. اهـ‍ (٢).


(١) منهم الفخر الرازي في تفسيره (١٣/ ١٧٥)، والسمين الحلبي في تفسيره (٥/ ٣٠٦، ٣٠٧)، والحافظ‍ ابن كثير في تفسيره (٢/ ١٥٩ - ٣٤٦)، (٣/ ٢٩٣)، (٥/ ٩٧)، والحافظ‍ ابن حجر في الفتح (٨/ ٤٢٧)، والعلامة الألوسي في تفسيره (٨/ ١٤)، (١٦/ ٢٤)، والعلاّمة الشنقيطي في تفسيره (٢/ ٢٠٩).
(٢) تفسير فرات الكوفي (٢/ ٣٩٠)، وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (٧/ ١٨٩)، والدر المنثور (٧/ ٣٤٨) وعزاه أيضا إلى ابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه، وضعّف إسناده. وإسناد فرات الكوفي وابن أبي حاتم يدور على حسين الأشقر، وهو شيعي، ولا يقبل خبره في هذا، قال الحافظ‍ ابن كثير بعد أن ساق إسناد ابن أبي حاتم: وهذا إسناد ضعيف، فيه مبهم لا يعرف، عن شيخ شيعي متخرّق، وهو حسين الأشقر، ولا يقبل خبره في هذا المحل. اهـ‍ والتخرق - قال في اللسان (١٠/ ٧٥) مادة خرق -: لغة في التخلّق من الكذب، وخرق الكذب، وتخرّقه، وخرّقه كلّه: اختلقه. اهـ‍ وقال الحافظ‍ ابن حجر في الفتح (٨/ ٤٢٧): وإسناده واه وفيه ضعيف ورافضي اهـ‍ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا الحديث: إن هذا الحديث كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث، وهم المرجع إليهم في هذا، وهذا لا يوجد في شيء من كتب الحديث التي يرجع إليها اهـ‍ منهاج السنة (٧/ ٩٩). وانظر أيضا تخريجه في الكاف الشاف حديث رقم (٣٥٠)، والفتح السماوي (٣/ ٩٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>