للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* صورة القاعدة:

إذا تنازع المفسرون في آية من كتاب الله - تعالى -، فمدّع عليها النسخ، ومانع منه، فأصح الأقوال المنع منه، إلا بثبوت التصريح بنسخها، أو انتفاء حكمها من كل وجه، وامتناع الجمع بينها وبين ناسخها.

***

* بيان ألفاظ‍ القاعدة:

النسخ في اللغة: إزالة شيء بشيء يتعقّبه، كنسخ الشمس الظّلّ، والظّلّ الشمس، فتارة يفهم منه الإزالة، وتارة يفهم منه الإثبات، وتارة يفهم منه الأمران (١).

والنسخ اصطلاحا: رفع الحكم الثابت بخطاب متقدم، بخطاب متراخ عنه (٢).

ومعنى الرفع: إزالة الشيء على وجه لولاه لبقي ثابتا.

وقيّد بالخطاب المتقدم؛ لأن ابتداء العبادات في الشرع مزيل لحكم العقل من براءة الذمة وليست بنسخ.

وقيد بالخطاب الثاني؛ لأن زوال الحكم بالموت والجنون ليس بنسخ.

وقولهم: متراخ عنه؛ لأنه لو كان متصلا به كان بيانا وإتماما لمعنى الكلام (٣). وعرف بتعاريف أخر تنظر في مظانها من كتب الأصول (٤).

والنسخ ثلاثة أقسام:

أحدها: ما نسخت تلاوته وحكمه (٥).


(١) مفردات الراغب ص ٨٠١. وانظر معجم مقاييس اللغة (٥/ ٤٢٤)، واللسان (٣/ ٦١) مادة «نسخ».
(٢) روضة الناظر مع شرحها (١/ ١٩٠).
(٣) روضة الناظر مع شرحها (١/ ١٩٠ - ١٩١).
(٤) انظر المحصول (٣/ ٤٢٣/١)، وشرح تنقيح الفصول ص ٣٠١، والمسودة ص ١٩٥، وشرح الكوكب (٣/ ٥٢٦).
(٥) مثاله ما أخرجه مسلم، كتاب الرضاع، حديث رقم (٢٤ - ٢٥) من حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: كان فيما أنزل الله من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهن فيما يقرأ من القرآن. فالعشر رضعات نسخ حكمها وتلاوتها، والخمس نسخت تلاوتها دون حكمها.

<<  <  ج: ص:  >  >>