للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقياس، ولا ذوق ووجد وإلهام ومكاشفة. اهـ‍ (١).

وقال في موضع آخر: فكل معنى يخالف الكتاب والسنة فهو باطل وحجته داحضة. اهـ‍ (٢).

***

* * تنبيهات:

* التنبيه الأول: في طرق معرفة الأقوال المخالفة للقرآن أو للسنة أو لإجماع الأمة.

ليس كل أحد يدرك وجه مخالفة تلك الأقوال للقرآن أو للسنة أو لإجماع الأمة، وسبيل معرفتها هو تنبيه العلماء المجتهدين على ذلك؛ لأنهم هم العارفون بما وافق أو خالف.

قال الإمام الشاطبي: فإن قيل: فبماذا يعرف من الأقوال ما هو كذلك مما ليس كذلك؟ فالجواب: أنه من وظائف المجتهدين، فهم العارفون بما وافق أو خالف، وأما غيرهم فلا تمييز لهم في هذا المقام

فإن قيل: فهل لغير المجتهد من المتفقهين في ذلك ضابط‍ يعتمده [أو] (٣) لا؟ فالجواب: أن له ضابطا تقريبيا، وهو أن ما كان معدودا في الأقوال غلطا وزللا قليل جدا في الشريعة، وغالب الأمر أن أصحابها منفردون بها، قلما يساعدهم عليها مجتهد آخر، فإذا انفرد صاحب قول عن عامة الأمة فليكن اعتقادك أن الحق مع السواد الأعظم من المجتهدين، لا من المقلدين. اهـ‍. (٤).

* التنبيه الثاني:

إذا قال قائل: كيف يتحقق الإجماع مع وجود الخلاف الذي أنت بصدد


(١) مجموع الفتاوى (١٣/ ٢٨ - ٣٠) باختصار يسير.
(٢) مجموع الفتاوى (١٣/ ٢٤٣).
(٣) في الأصل [أم]. وهي لا تأتي بعد هل، إنما تأتي بعد الهمز. اهـ‍ من كلام شيخنا الشيخ مناع القطان - رحمه الله -.
(٤) الموافقات (٤/ ١٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>