للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب الأول:

قاعدة: كل تفسير ليس مأخوذا من دلالة ألفاظ‍ الآية وسياقها فهو رد على قائله

* صورة القاعدة:

كل تفسير خرج بمعاني كتاب الله عما تدل عليه ألفاظه وسياقه، ولم يدل اللفظ‍ على هذا المعنى بأيّ نوع من أنواع الدلالة: مطابقة، أو تضمنا، أو التزاما، أو مفهوما موافقا، أو مفهوما مخالفا، فهو مردود على قائله؛ لأنه إذا كان بهذه الصفة كان ضربا من التخرص، والقرمطة، والتلاعب بكتاب الله - تعالى -، لا تقره لغة، ولا يرضاه دين، ولا عقل، وليس من تفسير كلام الله في شيء.

فبالألفاظ‍ يكون التخاطب والإفصاح عن المراد، والألفاظ‍ قوالب المعاني، فإلغاء دلالاتها إبطال للغة التخاطب وفائدته.

***

* بيان ألفاظ‍ القاعدة:

قولي: «دلالة ألفاظ‍ الآية».

دلالة اللفظ‍ هي: ما ينصرف إليه هذا اللفظ‍ في الذهن من معنى مدرك أو محسوس، والتلازم بين الكلمة ودلالتها أمر لا بد منه في اللغة ليتم التفاهم بين الناس (١)، وإنما جعلت الألفاظ‍ أدلّة يستدل بها على مراد المتكلم (٢).

قولي: «دلالة» حتى لا يقصر التفسير المقبول على التفسير بالمطابق، فيدخل بهذا، التفسير باللازم، سواء قيل دلالة اللازم لفظية أو عقلية، فمعنى اللازم ليس من


(١) الترادف في اللغة لحاكم لعيبي ص ١٣.
(٢) أعلام الموقعين (١/ ٢١٨)، وانظر الخصائص (٣/ ١٠٠)، والموافقات (٢/ ٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>