للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب الثاني:

قاعدة: اتحاد معنى القراءتين أولى من اختلافه

* صورة القاعدة:

إذا اختلف المفسرون في تفسيرآية من كتاب الله - تعالى - على أقوال، بناء على اختلاف القراءات الواردة في الآية.

فإذا وجد قول يجمع معنى القراءات في الآية على معنى واحد، وأمكن القول بمقتضاها جميعا، فهو أولى الأقوال بتفسيرالآية.

وهذا من تفسير القرآن بالقرآن، فالقراءة بمنزلة الآية - كما سبق بيانه في القاعدة السابقة -.

***

* بيان ألفاظ‍ القاعدة:

من القراءات ما يتحد فيه اللفظ‍ والمعنى، وإنما يتنوع صفة النطق به كالهمزات، والمدات، والإمالات، ونقل الحركات، والإظهار، والإدغام، ونحو ذلك فهذا ظاهر أنه ليس فيه تناقض ولا تضاد مما تنوع فيه اللفظ‍ أو المعنى؛ إذ هذه الصفات المشروعة في أداء اللفظ‍ لا تخرجه عن أن يكون لفظا واحدا (١)، وليس داخلا تحت هذه القاعدة.

ومن القراءات ما يكون المعنى فيها متفقا من وجه متباينا من وجه آخر كقوله: «يخدعون، ويخادعون» (٢)، و «ويكذبون، ويكذّبون» (٣)، و {لامَسْتُمُ،}


(١) مجموع الفتاوى (١٣/ ٣٩٢).
(٢) في قوله تعالى: وَما يَخْدَعُونَ إِلاّ أَنْفُسَهُمْ [البقرة: ٩]، قرأ ويخدعون وقرأ يخادعون انظر الكشف لمكي (١/ ٢٢٤)، والنشر (٢/ ٢٠٧).
(٣) في قوله تعالى: بِما كانُوا يَكْذِبُونَ (١٠) [البقرة: ١٠] قرأ: يَكْذِبُونَ بالتخفيف، وقرأ يَكْذِبُونَ انظر الكشف (١/ ٢٢٧)، والنشر (٢/ ٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>