للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب الحادي عشر:

قاعدة: حمل ألفاظ‍ الوحي على التباين أرجح من حملها على الترادف

* صورة القاعدة:

عند اختلاف المفسرين في تفسير ألفاظ‍ القرآن الكريم، بين قائل بترادف بعض ألفاظها تأكيدا للمعنى المذكور، وقائل بالتباين بين معانيها، فأرجح القولين وأصحهما في ذلك، قول من حملها على التباين؛ لأنه هو الأصل، وهو أكثر اللغة؛ ولأن حملها على التباين يفيد معنى جديدا، وأما حملها على الترادف (١) فهي لا تكون إلا مؤكدة لسابقتها، والتأسيس أولى من التأكيد كما مرّ في القاعدة السابقة.

والفرق بين المترادف والمؤكّد، أن المترادفين يفيدان فائدة واحدة من غير تفاوت أصلا، وأمّا المؤكّد فإنه لا يفيد عين فائدة المؤكّد، بل يفيد تقويته (٢).

***

* بيان ألفاظ‍ القاعدة:

[تعريف الترادف والتباين]

الترادف في اللغة: التتابع، قال ابن فارس: الراء والدال والفاء أصل واحد مطرد يدل على اتّباع الشيء، فالترادف: التتابع، والرّديف: الذي يرادفك … ويقال: نزل بهم أمر فردف لهم أعظم منه أي: تبع الأوّل ما كان أعظم منه اهـ‍ (٣).


(١) هذا على قول من أجاز وقوعه في اللغة وفي القرآن، وإلا فقد منعه طائفة من العلماء، وسيأتي قريبا الكلام على هذه المسألة.
(٢) المحصول (١/ ٣٤٨/١)، وانظر التحصيل من المحصول (١/ ٢٠٩)، والمزهر (١/ ٤٠٢)، وشرح الكوكب المنير (١/ ١٤٥).
(٣) معجم مقاييس اللغة (٢/ ٥٠٣)، وانظر مادة «ردف» في تهذيب اللغة (١٤/ ٩٦)، وفي اللسان (٩/ ١١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>