للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - والمفعول الأول لظن وأخواتها -[أي ما أصله المبتدأ أو الخبر].

٦ - والمفعول الثاني لأرى وأخواتها (١) -[أي ما أصله المبتدأ أو الخبر].

***

* أقوال العلماء في اعتماد القاعدة:

هذه القاعدة من القواعد التي اعتمدها في الترجيح أئمة التفسير، فمنهم من ينص عليها أثناء ترجيحه بها، ومنهم من يرجح القول الذي ترجحه هذه القاعدة، مما يشعر باعتماده لها.

[فمن هؤلاء الأئمة]

١ - الإمام ابن جرير الطبري: قال - في معرض ترجيحه في تفسير قوله تعالى:

{فِيهِ شِفاءٌ} [النحل: ٦٩]-: وهذا القول -[أي إعادة الضمير إلى العسل]- أولى بتأويل الآية؛ لأن قوله «فيه» في سياق الخبر عن العسل فأن تكون الهاء من ذكر العسل؛ إذا كانت في سياق الخبر عنه أولى من غيره اه‍. (٢).

فمضمون كلام الطبري هو مضمون هذه القاعدة.

٢ - ومنهم الزمخشري: ففي تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً}

(١٧٥) [النساء: ١٧٥] قال: {وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ} إلى عبادته (٣). اه‍ قال أبو حيان - معلقا على قول الزمخشري -: فجعل الضمير عائدا على الله تعالى وذلك على حذف مضاف وهذا هو الظاهر؛ لأنه المحدث عنه، و {فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ} ليس محدثا عنهما. اه‍ (٤).


(١) جواهر البلاغة للهاشمي ص ٤٣ - ٤٤، وانظر «في بناء الجملة العربية» د. محمد عبد اللطيف ص ٥٣.
(٢) جامع البيان (١٤/ ١٤١).
(٣) الكشاف (١/ ٥٨٩).
(٤) البحر المحيط‍ (٤/ ١٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>