للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: تسمية المتضادين باسم واحد، والأصل واحد (١)، وهذا من الأضداد، وبعض أفراده من المشترك اللفظي.

ومنها: قلب العكس، وهو أمر لفظي كقوله تعالى: {هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ} [البقرة: ١٨٧] (٢).

ومنها: القلب المستوي، وهو أن الكلمة أو الكلمات تقرأ من أوّلها إلى آخرها، ومن أخرها إلى أوّلها لا يختلف لفظها ولا معناها، كقوله تعالى: {كُلٌّ فِي فَلَكٍ}

[الأنبياء: ٣٣] (٣).

وهذا - أيضا - لفظي لا أثر له في التفسير.

***

* موقف العلماء من أسلوب القلب:

اختلف العلماء في كون القلب من أساليب البلاغة، ومن ثمّ في جواز حمل القرآن عليه (٤).

فذهب بعض العلماء إلى إنكاره مطلقا، وجعلوه من الضرورات التي يسلكها الشعراء لمراعاة القافية والوزن، والقرآن منزه عنه فلا يحمل عليه أبدا (٥).

وذهب آخرون إلى قبوله مطلقا.


(١) انظر تأويل مشكل القرآن ص ١٨٦.
(٢) البرهان (٣/ ٢٩٢).
(٣) البرهان (٣/ ٢٩٣).
(٤) انظر الخلاف في هذه المسألة في الإيضاح في علوم البلاغة للقزويني ص ٨١، وكتاب المطول للتفتازاني ص ١٣٨، وشروح التلخيص (١/ ٤٨٨)، والبرهان في علوم القرآن (٣/ ٢٨٨)، وأضواء البيان (٧/ ٣٩١).
(٥) وبه قال أبو حيان في البحر (٩/ ٤٤٣)، ونقله الزركشي في البرهان (٣/ ٢٨٨) عن حازم القرطاجني المتوفى سنة (٦٤٨) في كتابه منهاج البلغاء وسراج الأدباء. وذكر السيوطي في المزهر (١/ ٤٨١) أن ابن دستويه ألف كتابا في إبطال القلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>