للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الخاتمة]

وبعد أن عشت في رحاب تفسير كتاب الله تعالى مع أئمة التفسير، ودراسة ما استخرجت من قواعد وضوابط‍ للترجيح تبين لي من خلال هذه الدراسة ما يلي:

١ - تميز بعض المفسرين عن بعض في تطبيق القواعد الترجيحية كثرة وقلة، وتحريرا لها، وتمثيلا وترجيحا بها، مما يدعو إلى ضرورة مقارنة كتب التفسير للخروج بتصور واضح لعامة القواعد.

فمثلا الإمام الطبري يلحظ‍ اهتمامه بقواعد الترجيح المتعلقة بالسياق وقواعد الترجيح المتعلقة باستعمال العرب للألفاظ‍ والمباني، وتميزه في تحريرها والترجيح بها على عكس - مثلا - قواعد الترجيح المتعلقة بالضمائر، فإن اهتمامه بها قليل.

ونلاحظ‍ أن أبا حيان يهتم بقواعد الترجيح المتعلقة بالضمائر يرجح بها ويقررها في غالب أمثلتها أكثر من اهتمامه بقواعد السياق. على عكس الزمخشري وابن عطية فهما يهتمان كثيرا بقواعد السياق أكثر من غيرها.

وأما الشنقيطي فهو يهتم كثيرا بقواعد الأصول واللغة تحريرا وتأصيلا، وتمثيلا وتطبيقا عند كل مناسبة.

وهذا كله راجع إلى تأثر المفسر واهتمامه بفن من فنون العلم أكثر من غيره.

٢ - أن كثيرا من القواعد المذكورة في هذه الدراسة مشهورة معروفة من الناحية النظرية ولا سيما في أصول الفقه، لكن تطبيقها في الترجيح بين أقوال المفسرين ليس بارزا بروزا يوازي شهرتها.

٣ - أن بعض القواعد متفق عليها أو على أصلها؛ لكن الخلاف يقع في تطبيقها على الأمثلة، وقد تكون مخالفة المخالف في تطبيق القاعدة أو حتى في تأصيلها واعتمادها لأجل أصول وجذور عقدية مبنية على آراء وأهواء مبتدعة أنكروا القاعدة

<<  <  ج: ص:  >  >>