للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثانيا: تأويلات دعاة التجديد، والشطط‍ في التفسير العلمي التجريبي]

من أمثله ذلك ما قاله صاحب «الهداية والعرفان في تفسير القرآن بالقرآن» (١) عند تفسير قوله تعالى: {وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنّا فاعِلِينَ (٧٩) وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ (٨٠) وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها} [الأنبياء: ٧٩ - ٨١]، «يسبحن» يعبر عما تظهره الجبال من المعادن التي كان يسخرها داود في صناعته الحربية، «الطير» يطلق على ذي الجناح، وكل سريع السير من الخيل والقطارات البخارية، والطيارات الهوائية، «تجري بأمره» الآن تجري بأمر الدول الأوربية وإشارتها في التلغرافات، والتليفونات الهوائية. اه‍ (٢).

قال الدكتور محمد حسين الذهبي - بعد أن نقل القول السابق -: وهذا بلا شك خروج صريح عن مدلولات النصوص القرآنية، وإلحاد في آيات الله - سبحانه - اه‍ (٣).


= وتفسير القشيري (١/ ٧٣، ١١٣) و (٣/ ٦٩٣، ٦٩٤، ٧٠٧).
وتفسير ابن عربي (١/ ٥٩، ١١٧، ٣٠٣، ٦١١، ٦٣١).
وقد نقل بعض أئمة التفسير بعض أقوالهم وردوا عليها، انظر على سبيل المثال المحرر الوجيز (٦/ ٢، ٣، ٦٥) و (١٠/ ٣٤، ٣٥)، و (٩/ ٣٠١)، و (١٦/ ٢٣٩)، والجامع لأحكام القرآن (١/ ٤٠١) و (١٠/ ١٠٥) و (١٣/ ١١)، ومجموع فتاوى ابن تيمية (١٣/ ٢٣٧، ٢٤٠، ٣٥٧، ٣٦١)، والموافقات للشاطبي (٣/ ٣٩٧) وما بعدها.
(١) للهالك محمد أبو زيد، وحين طبع هذا الكتاب أحدث ضجة في الأوساط‍ العلمية والمجتمع المسلم، وقد تولت مشيخة الأزهر وغيرهم الرد عليه، وحكم على صاحبه بالزيغ والضلال والكفر، وصودر كتابه من الأسواق، وقد وقفت على نسخة منه بحوزة د. فهد الرومي واطلعت على بعض ما فيه، وانظر منهج هذا الرجل في تفسيره في «التفسير والمفسرون» (٢/ ٥٣٢) و «اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر» (٣/ ١٠٧٦) وما بعدها.
(٢) الهداية والعرفان ص ٢٥٧.
(٣) الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم ص ١٠٦، وتفسير الجواهر مليء بمثل هذه الخرفات، انظر على سبيل المثال (١/ ٨٤ - ٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>