للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠ - ومنهم السيوطي: قال: قاعدة: الأصل عود الضمير على أقرب مذكور.

اه‍ (١).

١١ - ومنهم الشنقيطي: قال - في معرض ترجيحه بهذه القاعدة لأحد الأقوال في أمثلتها -: … الضمير يرجع إلى أقرب مذكور إلا بدليل صارف عن ذلك يجب الرجوع إليه. اه‍ (٢).

وغيرهم كثير (٣).

***

* الأمثلة التطبيقية على القاعدة:

من الأمثلة التي تتخرج على هذه القاعدة، ما جاء في تفسير قوله تعالى:

{فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلاّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} (٢٤) [مريم: ٢٤].

للعلماء في المنادي لمريم قولان مشهوران حكاهما عن السلف أكثر أهل التفسير، وذلك بناء على الخلاف في مرجع الضمير في «فناداها».

فالقول الأول: المنادي هو الملك جبريل - عليه السلام -.

والقول الثاني: إن الذي ناداها من تحتها هو عيسى لا جبريل - عليهما السلام (٤) - وهذا القول هو الذي ترجحه هذه القاعدة؛ وذلك لأن عيسى - عليه السلام - هو أقرب المذكورين إلى الضمير في «فناداها» وذلك في قوله: {* فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا} (٢٢) [مريم: ٢٢] وما بعدها، وإعادة الضمير إلى أقرب مذكور أولى، ما لم يصرفه عنه صارف، ولا صارف هنا.

وقد رجح هذا القول جماعة من أئمة التفسير اعتمادا على هذه القاعدة. قال


(١) الإتقان (٢/ ٢٨٤)، ومعترك الأقران (٣/ ٤٦٥)، وانظر همع الهوامع (١/ ٢٢٦).
(٢) أضواء البيان (٤/ ٢٤٦).
(٣) انظر تفسير ابن كثير (٣/ ٢٩١)، وفتح البيان (١/ ١٦٠).
(٤) انظر جامع البيان (١٦/ ٦٧)، والنكت والعيون (٣/ ٣٦٤)، وتفسير ابن كثير (٥/ ٢١٨)، وغيرها من كتب التفسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>