للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٢) تعريف التعارض]

«التعارض» في اللغة، مصدر تعارض، يقال عارض الشيء بالشيء معارضة قابله، وعارضت كتابي بكتابه أي قابلته، والشيء عرض عيني أي مقابلها، وعرض الشيء يعرض، واعترض: انتصب ومنع، وصار عارضا كالخشبة المنتصبة في النهر والطريق، ونحوها تمنع السالكين سلوكها .. وعرض لك الشيء من بعيد بدا وظهر … وعارضه في المسير أي سرت حياله وحاذيته (١).

«التعارض» في الاصطلاح: تقابل الحجتين المتساويتين في القوة على وجه يوجب كل منهما ضد ما توجبه الأخرى في محل واحد في وقت واحد (٢).

وهذا هو مفهوم التعارض عند الفقهاء والأصولين أنه تقابل حجتين أو دليلين، أما مفهوم «التعارض» في بحثي هذا فهو أوسع من مفهومه عندهم، وما ذاك إلا لأن موضوع «التعارض» عند الأصوليين هو الأدلة العقلية والشرعية، أما في موضوعي هذا فهو الأقوال المختلفة في التفسير، فالأصل فيه هو خلاف التضاد وأدخلت بعض صور خلاف التنوع من باب حمل الآية على أولى الوجوه وأوفقها للنص القرآني - على ما سيأتي بيانه إن شاء الله في المبحث الآتي - والتعامل مع أقوال العلماء يختلف عن التعامل مع نصوص الشريعة - كما هو معلوم -.

[(٣) تعريف الترجيح]

الترجيح في اللغة:

قال ابن فارس: الرء والجيم والحاء، أصل واحد يدلنا على رزانة وزيادة، يقال:


(١) لسان العرب مادة «عرض» (٧/ ١٦٧ - ١٦٨ - ١٦٩)، وانظر أيضا تهذيب اللغة (١/ ٤٥٤).
(٢) التيسير في قواعد علم التفسير ص ٢٢٨، وانظر تعريف التعارض في البحر المحيط‍ للزركشي (٦/ ١٠٩) وشرح الكوكب المنير (٤/ ٦٠٥) والتعارض والترجيح للبرزنجي (١/ ٢٤ - ٤٢) والتعارض والترجيح للحفناوي ص ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>