للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبيلا، على ما سيأتي في الأمثلة التطبيقية.

٣ - إجماع العلماء: فقد أجمع العلماء على أن أشرف أنواع التفسير وأجلها تفسير كتاب الله بكتاب الله، إذ لا أحد أعلم بمعنى كلام الله من الله - جل وعلا - (١).

***

* أقوال العلماء في اعتماد القاعدة:

إن تفسير القرآن بالقرآن في طرق التفسير أشهر من أن يعزى إلى مصدر معين، واعتماد العلماء له مستفيض ومشتهر، من عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم ومرورا بالصحابة والتابعين إلى وقتنا هذا؛ لذلك فإن تتبع أقوالهم في اعتماده يطول جدا، وسوف أكتفي بذكر بعضها بما يكفي في تقرير القاعدة من وجه كونها ترجيحية، تأصيلا، أو تطبيقيا.

فمن هؤلاء الأئمة:

١ - أبيّ بن كعب (٢) وعامة الصحابة: أخرج الطبري عن محمد بن كعب القرظي (٣)

قال: مرّ عمر بن الخطاب برجل يقرأ {وَالسّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ .. }. حتى بلغ {وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة: ١٠٠] قال: وأخذ عمر بيده فقال: من أقرأك هذا؟ قال: أبيّ بن كعب، فقال: لا تفارقني حتى أذهب بك إليه، فلما جاءه قال عمر: أنت أقرأت هذا هذه الآية هكذا؟ قال: نعم. قال: أنت سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: نعم. قال: لقد كنت أظنّ أنا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا، فقال أبيّ: بلى تصديق هذه الآية في أول سورة الجمعة {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (٣) [الجمعة: ٣]، وفي سورة الحشر: {وَالَّذِينَ}


(١) أضواء البيان (١/ ٦٧) وانظر أصول التفسير وقواعده لخالد العك ص ٧٩.
(٢) أبيّ بن كعب بن قيس الأنصاري أبو المنذر سيد القراء، كان من أصحاب العقبة الثانية، وشهد بدرا والمشاهد، توفي سنة ثلاثين وقيل غير ذلك. الإصابة (١/ ١٦).
(٣) محمد بن كعب بن سليم القرظي المدني، كان أبوه من سبي بني قريظة ولم ينبت يومئذ. كان إماما من أوعية العلم، ومن أئمة التفسير، توفي سنة ثمان ومائة وقيل غير ذلك. سير أعلام النبلاء (٥/ ٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>