للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* أقوال العلماء في اعتماد القاعدة:

اعتمد هذه القاعدة في الترجيح جماعة من أئمة التفسير، فرجحوا بها أقوالا، وضعّفوا بها أخرى، فمن هؤلاء الأئمة:

١ - أبو عبيد: وسيأتي كلامه في الترجيح بهذه القاعدة في المثال الأول من أمثلتها.

٢ - ومنهم الإمام الطبري: قال - في تفسير قوله تعالى: {وَيْكَأَنَّ اللهَ}

[القصص: ٨٢] بعد أن ذكر الأقوال فيها وشواهدها من العربية -: وأولى الأقوال في ذلك بالصحة: القول الذي ذكرنا عن قتادة، من أن معناه: ألم تر، ألم تعلم، للشاهد الذي ذكرنا فيه من قول الشاعر، والرواية عن العرب، وأنّ «ويكأنّ» في خطّ‍ المصحف حرف واحد. ومتى وجه ذلك إلى غير التأويل الذي ذكرناه عن قتادة، فإنه يصير حرفين، وذلك أنه إن وجّه إلى قول من تأوّله بمعنى: ويلك اعلم أن الله، وجب أن يفصل «ويك» من «أنّ»؛ وذلك خلاف خطّ‍ جميع المصاحف، مع فساده في العربية، لما ذكرنا. وإن وجّه إلى قول من يقول: «وي» بمعنى التنبيه، ثم استأنف الكلام ب‍ «كأن»، وجب أن يفصل «وى» من «كأن» وذلك خلاف خطوط‍ المصاحف كلها.

فإذا كان حرفا واحدا، فالصواب من التأويل: ما قاله قتادة اهـ‍ (١).

٣ - ومنهم أبو إسحاق الزجاج (٢): وسيأتي كلامه في الترجيح بهذه القاعدة في المثال الأول من أمثلتها - إن شاء الله تعالى -.

٤ - ومنهم أبو جعفر النحاس: ففي تفسير قوله تعالى: {وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ}

[المطففين: ٣] بعد أن ذكر القولين في الضمير «هم» قال: والصواب أن الهاء والميم في موضع نصب؛ لأنه في السواد بغير ألف. اهـ‍ (٣) يعني في رسم المصحف بغير ألف


(١) جامع البيان (٢٠/ ١٢١).
(٢) هو: إبراهيم بن السّري بن سهل الزجاج، كان من أهل الفضل والدين، أخذ عن المبرد، وثعلب، والجوهري، له مصنفات من أشهرها: «معاني القرآن» مات سنة إحدى عشرة وثلثمائة. إنباه الرواة (١/ ١٩٤)، وطبقات المفسرين (١/ ٩).
(٣) إعراب القرآن (٥/ ١٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>